في إطار التوعية المستمرة بأهمية مناهضة كافة أشكال العنف الأسري، نظم الاتحاد النسائي البحريني/ لجنة الأحوال الشخصية ومناهضة العنف الأسري، بالتنسيق مع الجامعة الأهلية يوم الاثنين 18 فبراير 2019، ندوة مشتركة للتوعية بقانون الحماية من العنف الأسري، بعنوان “إضاءة على قانون الحماية من العنف الأسري” ، لفئة الطلبة والطالبات والهيئة التعليمية بالجامعة الأهلية تعزيزا لمفهوم الشراكة المجتمعية البناءة.
وتحدث في الندوة كلا من الأستاذة أوهاج المناعي، القائم بأعمال رئيس قسم الاستشارات القانونية بالمجلس الأعلى للمرأة، والمحامية ابتسام الصباغ ، والأستاذة إيمان الفلة، الباحثة الاجتماعية بمركز بتلكو لحالات العنف الأسري، والأستاذة هدى المحمود، مدير دار الأمان لضحايا العنف الأسري.

من جانبها عرّفت الأستاذة أوهاج المناعي الحاضرين بالقانون رقم (17) لسنة 2015 بشأن الحماية من العنف الأسري، مستعرضة أهم التعريفات الواردة بالقانون بدءا بمفهوم العنف الأسري مرورا بأمر الحماية وأفعال الايذاء على أنواعها الجسدية والنفسية والجنسية والاقتصادية، مبينةً أوجه تطبيقه، وتدابير الحماية من العنف الأسري، وكيفية التبليغ عنه، والالتزامات الواقعة على النيابة العامة ومراكز الشرطة عند التبليغ عن واقعة العنف الأسري، وكذلك الإجراءات المرافقة.
موضحة الاستراتيجية الوطنية لحماية المرأة من العنف، وجهود المجلس الأعلى للمرأة والهيئات التي شكلها في خدمة النساء منذ النشأة من خلال مركز دعم المرأة.

أما المحامية ابتسام الصباغ، فقد تناولت التطبيق العملي لبنود القانون، من واقع عملها بالمحاكم وتناولت الثغرات التي ينبغي سدها بالقانون في المستقبل .
وذكرت بعض الأمثلة في مجالات الايذاء الاقتصادي والجنسي والجسدي، منوهة أن هناك قصورا ملموسا بالقانون فيما يتعلق بإلزام التبليغ عن واقعة العنف من قبل المعنيين كالأطباء أو غيرهم، ممن يتعاملون مع الضحايا.
مشيرة إلى القصور التشريعي في التعامل مع قضايا الايذاء النفسي التي تعد ذات تأثير عميق على حال الضحية حيث تغيب النصوص التجريمية، وتغيب أيضا النصوص التجريمية فيما يتعلق بالتعنيف الالكتروني.
وأثنت الأستاذة الصباغ على نص أمر الحماية بالقانون واصفة إياه بأفضل نص بالقانون حيث لم يكن محددا مسبقا الوجهة لملاذ الضحية والإجراءات من أجل حمايتها من المعتدي.

من جانبها عرفت الأستاذة ايمان الفلة، أهداف مركز بتلكو لضحايا العنف الأسري وخدماته، معرجة على أنواع العنف الأسري، وأوضحت آلية وبرامج التصدي للاضطرابات النفسية للمعنفين المقدمة من قبل المركز، مستعرضة بعض الأمثلة لحالات واقعية ترددت على المركز.

كما استعرضت الأستاذة هدى المحمود، خدمات مركز دار الأمان لضحايا العنف الأسري المقدمة، والفترات الزمنية وبعض المشكلات والاحتياجات. وتطرقت لبعض الأسباب الجذرية في استمرار حالات العنف وعدم القدرة على التعامل الفعال معه او القضاء عليه، ومن أهمها التنشئة الأسرية والمفاهيم والسلوكيات الخاطئة لدرجة أن العنف صار ممأسسا.
وطالبت بإعادة النظر في أساليب التنشئة ليتربى الأبناء على القدرة على التفكير وتحمل المسؤولية، آمله في تحقق التوافق النفسي للأفراد داخل الأسر والتوافق الاجتماعي بهدف التوائم مع بيئتهم الواقعية.
أما رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج، فثمّن سعي الاتحاد النسائي البحريني وجهوده المستمرة في إطار التعاون المشترك للتوعية بأهمية مناهضة كافة أشكال العنف الأسري آملا في التغيير نحو وعي أعمق وذهنية إيجابية ومسلكيات إنسانية فيما يتعلق بالعنف الأسري.

وفي نهاية الندوة كرّم البروفيسور الحواج، الأستاذة أوهاج المناعي والمشاركات في الندوة.