قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، إن اللغة العربية تواجه اليوم تحديات ومن واجب المسؤولين ومؤسسات المجتمع المدني أن تحيي الاهتمام بهذه اللغة وأن تشجع الجيل الجديد على التمسك بها واستخدامها.
وأشارت خلال ندوة إلكترونية أقيمت احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية، قدّمها الناقد والمفكّر الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين)، إلى إن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي يخدم مواقع التراث الإنساني في الدول العربية يحتفل كل عام في الثامن عشر من ديسمبر بهذا اليوم الذي كرسته اليونيسكو للغة العربية.
وفي سياق منفصل أكدت وزارة التربية والتعليم إن “قطاع المناهج والإشراف التربوي يولي الارتقاء بمستوى المناهج اهتمامًا بالغًا ضمن خطته الاستراتيجية، وهو من أولويّاتها؛ كون اللغةِ العربيّة هي لغتنا الأمّ، ومناطَ الهويّة القوميّة”.
وذكرت الوزارة أن مملكة البحرين تصدرت دول الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا في نسبة التّعلّم، إذ أفاد تقرير البنك الدّولي في 2019 أنّ أغلبيّة الأطفال (حوالي 68 %) في مدارس مملكة البحرين يتقنون القراءة وفقًا للمعايير الدوليّة المعمول بها إتقانًا كاملاً، وأن نسبة الانقطاع عن التعليم في البحرين لا تتجاوز 2 %، وهي من أقل النسب في المنطقة والعالم.
وذكرت الوزارة في تصريح خاص لصحيفة البلاد البحرينية، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لعام 2020 أن الوزارة عملت منذ العام الدراسي 2012 و2013، على تنفيذ برنامج متكامل لدعم الطّلبة ضعاف التحصيل في اللّغة العربيّة، عن طريق تطبيق أربعة مستويات من سلسلة “أحبُّ العربيّة”، الصّادرة عن مكتب التربية العربي لدول الخليج.
وأشارت إلى أن اختيار هذه السلسلة لما تتضمّنه من مادّة علميّة ملائمة لاحتياجات الطلبة، ومناسبة لمستواهم المعرفيّ والنفس حركيّ، حيث يهدف البرنامج إلى تنمية مهارات فنون اللّغة الأربعة (القراءة والكتابة والاستماع والتحدث)، بتوفير استراتيجيات وأنشطة.
ورأت التربية أن هذه النتيجة تؤكد أنّ نسبة التقدّم عالية في تحقيق الهدف الرّابع من أهداف التّنمية المستدامة للعام 2030 الذي يعني بضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع.
وأشارت إلى أن البنك الدولي عرض مفهوم فقر التعلم الذي يعني عدم القدرة على قراءة نص بسيط وفهمه في سن العاشرة، وعليه فإن قدرة الطلبة على القراءة بشكل مستقل وفهم المقروء والتعبير عنه تعتبر دلائل على تحقيق المستوى الأساسي وهو تعلم القراءة لينتقل الطالب بعدها إلى المستوى الأعلى وهو القراءة من أجل التعلم.
وفصّلت: حيث يبدأ الطالب بتطبيق ما تعلمه من استراتيجيات ومهارات في التعامل مع نصوص أكثر تعقيدا وعمقا وطولا أيضا من حيث عدد الكلمات من أجل التعلم سواء كان التعلم للمجال الأكاديمي أي المدرسي أو التعلم للحياة من حيث توسيع ثقافته ومداركه والتعرف عبر القراءة على عوالم وبيانات ومعلومات ذات أهمية بالنسبة للطالب نفسه.
وقالت الوزارة: تعتبر القدرة على القراءة بحلول سن العاشرة من أهم هذه الأساسيات، فبدونها غالباً ما يتدهور الطلاب لاحقًا في المراحل المتقدمة من الدراسة، أو يفشلوا في الازدهار عند الانضمام إلى ميدان العمل، فالقراءة هي بمثابة البوابة للتعلم.
وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
