قدمت التشكيلية والكاتبة البحرينية مياسة السويدي شهادة عن تجربتها الفنية بعنوان «من شهرزاد إلى فضاء الهوية والابداع»، إضافة إلى معرض تشكيلي رافق مهرجان اللغة والثقافة والعربية الذي عقد أخيرا وتنظمه الجامعة الكاثوليكية في ميلانو بإيطاليا عنوان «شهرزاد خارج القصر.. كيف غير حضور المرأة في الفضاء العام في اللغة والآداب والفنون؟».
وفي شهادتها، وبحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب العرب، قالت السويدي إن الفن هو لغة للتعبير عن الأفكار التي تؤرقنا، وإنها تتنفس عبر اللون والكلمة من خلال الفن والابداع الذي تمارسه في أعمالها الفنية، مضيفة أن الرسم بدأ بالنسبة لها كهواية ثم تحولت إلى ممارسة مهمة تبحث فيها عن الجديد في عالم الفن، ونتج منه عشرات المشاركات السنوية المحلية منها والعالمية، فقد كان لديها إصرار، كما عبرت، على النجاح بعد أن رفضت مشاركة أعمالها لثلاث سنوات على التوالي في المعرض السنوي للفنون التشكيلية الذي يقام تحت اشراف هيئة الثقافة البحرينية. وقالت: «لم يثنِ الرفض من عزمي بل زادني إصرارا على تطوير أعمالي الفنية لترتقي للعرض مع أعمال الفنانين المحترفين، الذين تعادل سنوات خبرتهم عمري الفعلي، حتى قبلت مشاركتي الأولى عام 2012 وأصبحت تقبل بشكل سنوي».

وركزت السويدي في حديثها عن المرأة قائلة إن بدايتها: «كانت من خلال المرأة الحاضرة في جميع لوحاتي، فهي الأم والمجتمع والوطن، هي الذات والأسرة والأحلام التي تتنامى مع الأيام، فكانت معظم تجاربي الأولى لنساء بملامح مختلفة، غالبا كانت رؤوسهن كبيرة نسبيا لتصف ثقل الأفكار التي تشغلها، تجد أنها محشوّة بالأرقام والحروف والأحلام»، كما تحدثت عن تجربة «الباكود ـ الشفرة التعريفية» التي بنت من خلالها رؤية فنية جديدة تلامس الوضع العالمي، الذي قام بتسليع كل شيء بما فيه المرأة، وكانت فكرة اللوحة الرئيسية أن المرأة ليست سلعة لها رقم و«باركود» في هذا العالم الذي يمثل الخلفية السوداء المحفورة في تلك اللوحة، التي من خلالها كنت أعبر عن ديناميكية الوسط الاجتماعي، وخطوط عمودية كشفرة التعريف أو البار كود الذي يكون موجودا على جميع السلع لتكون لوحة لرفض فكرة استهلاك الإنسان».
وتحدثت السويدي أيضاً عن الأعمال التي تم عرضها في الجامعة على هامش المهرجان، موضحة أنها جزء من البحث عن الهوية مرتبطة برواية الساعة الخامسة والعشرين لقسطنطين جورجيو، إذ قدمت السويدي معرضا فنيا لمجموعة تحمل عنوان الرواية ذاتها وفيلم اوكتابا فنيا يحكي قصة الرواية بشكل فني، تعتبرها السويدي امتدادا لرؤيتها الخاصة مع تلك الرواية لتمتزج الفنون ببعض لتطلّ بشكل آخر كل مرة.
وتضيف السويدي أنها «أيقنت أن بطل الرواية «المسجون» ليس هو الوحيد الذي يحمل رقما بل جميعنا نحمل أرقاما تحدد هويتنا منذ الساعات الأولى لولادتنا، سواء أكان رقم هوية أو رقما شخصيا يلتصق بنا مدى الحياة، توضع تلك القصاصة في يد الوليد لترافقه الأرقام في كل مراحل حياته فتحوله إلى مجرد رقم دون هوية، إنه الإنسان الذي يتشبث بالحلم ويبتعد عن الأرقام ليبحث عن هويته الكامنة في حقيقة لونية، فيعود الى أعماقه بحثا عن ذاته الحقيقية، وأن الفنان بطبيعته الحسية يرفض تلك التشوهات وليدة المجتمع الرقمي».