مواصلة الجهود الاستثنائية للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) في وسط جامعي نشط، الخروج ببرتوكولات الوقاية ونشر التوعية، إجراءات الفحوصات الشاملة وتجهيز القاعات الدراسية وفق معايير التباعد التي سنتها منظمة الصحة العالمية، التعقيم المستمر وتحديث البيانات على نحو مستمر، لم تكن بالمهمة السهلة، لكنها جهود مضنية قامت بها جامعة الخليج العربي لحماية أسرتها الطلابية والأكاديمية والإدارية في الشهور الماضية حتى نجحت في تقليص أعداد المصابين بالفيروس والحفاظ على الصحة العامة داخل الجامعة والمرافق التابعة لها.
عن ذلك تتحدث عضو هيئة التدريس ببرنامج طب الأسرة والمجتمع بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي الدكتور أسيل الصالح لتؤكد أن كل تلك الجهود المبذولة والمتجسدة في تطبيق مجموعة بروتوكولات خاصة بإجراءات الوقائية من تفشي فيروس كورونا كوفيد 19 أتت أُكلوها، حيث سطرت الجامعة قصة نجاح في إدارة العملية التعليمية عن بعد في أصعب الظروف، وتهيئة القاعات الدراسية والمختبرات للطلبة الدراسين في السنة الخامسة والسادسة بكلية الطب والعلوم الطبية، إلى جانب طلبة الدراسات العليا التي تتطلب أبحاثهم العلمية مباشرة العمل في المختبرات.
تقول الدكتورة الصالح: “جهود التصدي تلك كانت تتطلب إجراء فحصويات شاملة لكل منتسبي الجامعة من طلبة وأكاديميين وإداريين قبل الشروع في مباشرة العمل، وتجهيز الجامعة ومرافقها لتكون ملائمة لاستقبال الطلبة وفق متطلبات التباعد الاجتماعي، واستمرار إجراء الفحوصات العشوائية في المركز الطبي الجامعة بمدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الطبية ليتم بعد ذلك عزل المصابين والمخالطين لحين التأكد من سلامتهم، إذ بلغ عدد الفحوصات العشوائية أكثر من الف فحص، إضافة إلى تدريب المنظفين على إجراءات التعقيم الصحي وتحديث البيانات الخاصة بذلك ونشرها لتكون في متناول الجميع لم تكن مهمة سهلة، لكنها لم تكن أيضا مهمة صعبة بفضل تكاتف الجميع وتعاضد الفريق المكلف بالمهمة من قبل رئيس الجامعة”.
وتؤكد قائلة: “حرصت جامعة الخليج العربي على عودة الحياة الأكاديمية وفقاً لمعايير احترازية دقيقة بشكل ضمن سلاسة سير التعليم بالجامعة سلامة طلبة الجامعة الذين يتوافدون من مختلف دول الخليج العربية، وكان التعاطي مع هذا الحدث الصحي الاستثنائي على مستوى عالي من الحرفية بشكل يشعر المسئولين في قطاع التعليم العالي في دول الخليج العربية وأولياء أمور الطلبة بأن أبناءهم بأيدي أمنية ويواصلون الدراسة في بيئة صحية آمنة”. مشيدة بتعاون وتكاتف إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة البحرينية ومتابعتها المتواصلة والمباشرة مع كل تلك الجهود التي تبذلها الجامعة.
كل تلك الإجراءات كانت فورية ومتزامنة مع توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، وتراعي أكثر ما تراعي توصيات الفريق الوطني الطبي لمكافحة فيروس كورونا كوفيد 19 اول بأول، وهنا تؤكد الدكتورة أسيل الصالح أن مهمات المرحلة الاولي من الإجراءات الاحترازية قبل استقبال الطلبة في العام الأكاديمي الجديد، تمت بنجاح تأهيل فريق من الممرضات ورجال الأمن لاستقبال الطلبة الخليجين عند المدخل الرئيسي للجامعة وفحصهم وقياس درجة حرارتاهم للتأكد سلامتهم من الإصابة قبل دخولهم للحرم الجامعي، وها هي المرحلة الثانية من الإجراءات تشكل نجاح آخر في التعاطي مع هذا الحدث الصحي الاستثنائي.
وتشير الصالح إلى أن هذه الظروف الاستثنائية رفعت سقف التحدي والابتكار في التعاطي مع الحدث، فالمهمة لم تكن تنحصر في انتقاء مجموعة من البروتوكولات الوقائية لحماية الطلبة وجميع العالمين بالجامعة بشكل يحاكي التجارب الدولية المتقدمة، بل في تطبيق تك البروتوكولات التفصيلية للتعامل مع الحالات المصابة، والمشتبه بها، والمخالطين، ونشر التوعية على ارض الواقع عبر نشر الملصقات التوعوية في مختلف مرافق الجامعة للحث على التباعد الاجتماعي، ومنع التجمعات، وإجراءات التعقيم المستمر، ضافة إلى تخصص غرفة لعزل المشتبه بإصابتهم وإجراء الفحوصات السريرية للتأكد من حقيقة وضعهم الصحي.
وفي التفاصيل، تستمر عمليات تعقيم قاعات التدريس والمختبرات والمصاعد والمكاتب والباصات ودورات المياه لتوفير بيئة تعليمية آمنة لطلبة السنتين الخامسة والسادسة حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين تتناوب على الدراسة داخل الجامعة والتدريب العملي في المستشفيات الحكومية، فيما يواصل باقي الطلبة بكلية الطب والعلوم الطبية وكلية الدراسات العليا والمعهد العربي الفرنسي تلقي دروسهم عبر برنامج متكامل للتعليم عن بعد، مشيرة إلى ان الطلبة لا يمكنهم الدخول للحرم الجامعي أو السكن الجامعي إلا بعد تفعيل الفحص، وتعبئة بطاقة الدخول ( AGU Gate Pass ) في كل مرة، مع الحرص إبقاء الأبواب مفتوحة طوال المحاضرة وإلزام جميع الطلبة بالتباعد الاجتماعي.
وفي السياق ذاته، ترى الصالح أن تلك البروتوكولات والإجراءات والوقائية داخل الجامعة شكلت صمام أمان ومهدت لما يسمي بالتعايش الذكي مع الوضع الراهن فالجميع صار يوقن بأهمية الالتزام بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية حتى صارت عادة وسلوك وجزء لا يتجرأ من تفاصيل ممارسة الحياة الطبيعية، مشيرة إلى أن المرحلة الحالية تستوجب التعاون الإيجابي مع هذه الجهود الرامية إلى مواجهة الفيروس عبر الوعي؛ فانخفاض عدد الحالات القائمة لا يعني التراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية، داعية في الوقت نفسه إلى مواصلة العزم وعدم التراخي في تطبيق الإرشادات والإجراءات الاحترازية وضرورة اتباع القرارات الصادرة من الجهات الرسمية، والابتعاد عن كافة التجمعات لتجنب الإصابة بالعدوى أو نقلها للآخرين، والالتزام بالتعليمات الوقائية الصحية اللازمة للحد من انتشار الفيروس خصوصاً مع احتمالات عودة الموجة الثانية من الجائحة.
وأكدت الدكتورة الصالح أن جامعة الخليج العربي بكل الخبرة التي اكتسبتها في الشهور الماضية مستعدة تماماً لمواجهة الموجة الثانية من الجائحة وبذلك بفضل الدعم والمساندة اللامحدودة التي يقدمها رئيس الجامعة الدكتور خالد بن عبد الرحمن العوهلي للفريق المكلف بإدارة ملف الجائحة ومواجهتها بالجامعة، وهو ما سهل مهمة الفريق إلى حداً بعيد.
وأضافت: “تم الالتزام بتنفيذ الدليل الإرشادي للتنظيف والتطهير البيئي للوقاية من فيروس كوفيد 19 بحذافيره، فدورات المياه تنظف وتعقم لنحو ثمان مرات يومياً، كما يتم تعقيم وتطهير مدخل الجامعة والممرات الداخلية والحافلات والفصول الدارسة وقاعات المحاضرات وغرف التدريب والتعليم وغرف العزل وبيت الحيوان والمختبرات بشكل مستمر طوال اليوم”، وبذلك بهدف الحفاظ على بيئة صحية وآمنة بمرافق الجامعة والسكن الجامعي والعمل على زيادة الوعي والتثقيف الصحي للمسؤولين عن التنظيف والتطهير البيئي لمرافق الجامعة والسكن الجامعي من خلال المنشورات والملصقات الصحية”.