أكدت سفيرة البحرين لدى بلجيكا الدكتورة بهية الجشي، تميز رؤية عاهل البلاد المفدى، لأن تكون البحرين دولة المؤسسات والقانون تعتمد على استراتيجية ذات أسس وأهداف شاملة ومتكاملة.
مبينة أن هذا النهج يمثل الفيصل الذي يضع البحرين في مكانة مرموقة أمام العالم رغم صغر رقعتها الجغرافية.
وأوضحت الجشي التوجه لإبراز حقوق المرأة التي اكتسبتها في عهد جلالة الملك المفدى، وإبراز دور المجلس الأعلى للمرأة في بلجيكا أمام الدول الأوروبية المختلفة.
وقالت إن أهمية بلجيكا تتمثل في تغطية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، إضافة إلى لوكسمبورغ والدنمارك، فبلجيكا هي عاصمة أوروبا ومقر رسم القرار الأوروبي، وهو ما يتطلب متابعة وجهداً وعملاً مستمر لتنمية هذه العلاقات.
واعتبرت الجشي جلالة الملك حمد الملهم الأول لها ولجميع أبناء البحرين؛ إذ تمتاز المسيرة التنموية الشاملة بقيادة جلالته بالانفتاح والإنجاز والتميز.
وانتقلت الجشي للحديث عن ميثاق العمل الوطني الذي مثل لحظة تاريخية، معتبرة أن تعيينها كعضو في لجنة إعداد الميثاق تمثل شرفاً كبيراً، فهو الميثاق الذي كفل حقوق المرأة، إذ أن دستور 1973 أقر المساواة في الحقوق والواجبات ولكن لم يذكر النساء المواطنات، وقالت الدكتورة الجشي: “تعد مشاركة المرأة في إعداد الميثاق من خلال وجود ست عناصر نسائية وصولاً إلى إنشاء المجلس الأعلى للمرأة بما مثله من رؤية متقدمة للمرأة البحرينية، إنجازاً نوعياً كبيراً يحسب للبحرين”.
واستذكرت الدكتورة بهية قربها من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، خلال مسيرة عملها، منوهة إلى اهتمام صاحبة السمو لوضع الأسس الأولى لبلورة المجلس الأعلى للمرأة وصولاً لصورته الحالية التي تشكل تجربة مشرفة، وقالت إنها تستذكر دوماً كلمة جلالة الملك المفدى بأن ما أخذته المرأة من حقوق هو بناء على إنجازاتها، إذ أكد جلالته على أن المرأة تستحق ما حصلت عليه من مكانة، وأضافت: “كما وتؤكد صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة أننا في البحرين نبني على ما أنجزته المرأة البحرينية، فهي تعمل وذات بصمة في المجتمع، وهذا الحضور كان موجوداً منذ أيام الغوص حيث كانت تدير البيت كله، من هنا وجب تأكيد أن البحرينية تتميز بأنها طموحة وكادحة على مر العصور”.
جاء ذلك خلال استضافتها في برنامج (حوار دبلوماسي) على إذاعة البحرين، موضحةً أن تقدم المرأة ارتكز على مستوى التعليم الذي نالته والاستقلال الاقتصادي الذي تنعم به، ووصفتهما بالجناحين اللذين يضمنان تقدم المرأة، وبينت أن مملكة البحرين حققت نجاحاً نوعياً في ظل قيادة واعية بأهمية التغيير الاجتماعي الشامل، واعتبرت الجشي أن إنشاء لجان تكافؤ الفرص في مختلف المؤسسات في الدولة تجربة رائدة لمملكة البحرين، ومساهمة هامة لتنال المرأة حقوقها في العمل بشكل متساوٍ بين الرجل والمرأة.
وانتقلت الدكتورة الجشي للحديث عن مسيرة عملها في مجال الطفولة؛ إذ أشارت إلى أنها عملت عام 1979، وهي السنة الدولية للطفل، إلى جانب الدكتور أكبر محسن، رئيس لجنة الطفل آنذاك، لإيجاد برامج طويلة المدى وثابتة للأطفال، وأملت في أن يتم تتويج العمل في هذا المجال بتأسيس مجلس أعلى للطفولة، واعتبرت أن إنشاء لجنة الطفولة سابقاً في هيئة الشباب والرياضة وعملها على إنشاء مركز سلمان الثقافي بما شكله من حاضنة للإبداع في كل المجالات كان ولا يزال مصدر فخر واعتزاز في مسيرة عملها، مستذكرة مرحلة الانضمام لاتفاقية حقوق الطفل والعمل مع اليونيسف في كثير من المجالات.
واستكمالا لسيرة الذكريات قالت الدكتورة الجشي: “عملت في المجلس الاستشاري في عهد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، واهتمت البحرين منذ تلك الفترة بمجلس الشورى، وقد عينت 4 نساء في ذاك الوقت، وكان التعيين نتاج نظرة بعيدة المدى تحمل كثير من الاحترام للمرأة وما ستكون عليه في المستقبل، ومن ثم جاء عهد جلالة الملك وتحول المجلس الاستشاري إلى مجلس تشريعي”.
واستذكرت الدكتورة الجشي مراحل دراستها قائلة: “في فترة الستينات من القرن الماضي كان خروج الفتاة فيها بمفردها للدراسة في الخارج أمراً غير مقبول، إذ كان أشبه بالصدمة الحضارية أو بالانبهار”، مضيفة أن ما شهدته تلك المرحلة من مناخ فكري متنوع أثرى شخصيتها وأكسبها القوة والقدرة على التحليل واختيار المواقف. كما ذكرت أنها اندمجت في الشأن الثقافي واطلعت على الأدب العربي، وبعد عودتها من الدراسة تطلعت لتكون معلمة لغة عربية، وسافرت إلى دمشق لدراسة التربية، وهناك بدأت بالعمل في مجلة ومنها إلى إذاعة دمشق، واستهواها العمل الإعلامي حينها كثيراً.
كما استذكرت لقاءاتها مع كبار الأدباء والشخصيات المعروفة مثل نجيب محفوظ ومحمد الفيتوري ونزار قباني وسميحة أيوب وسناء جميل، إضافة إلى شخصيات عربية وخليجية وبحرينية تركت بصمة في حياتها، وقالت إن عودتها للإذاعة للمشاركة في برنامج (حوار دبلوماسي) له وقع خاص في نفسها.