أكدت وكيل وزارة الخارجية عضو المجلس الأعلى للمرأة الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة امتلاك مملكة البحرين لخبرات وطنية نسائية في العمل الدبلوماسي قادرة على تصدير خبراتها وتجاربها الناجحة لكل أقطار العالم، واعتبرت أن هذه الخبرات تمثل نماذج ناجحة وموضع اقتداء للأجيال القادمة.
وقالت إن المرأة البحرينية تشغل أكثر من موقع في الدوائر الدبلوماسية المختلفة سيما في القنصليات والمنظمات، مشيرة إلى أن هناك توجه لأن يكون هناك أكثر من سفيرة تحمل على عاتقها إرث العمل الدبلوماسي النسوي لتضيف عليه الكثير مما يُتاح إليها من دعم ومساندة قوية من أعلى المستويات القيادية في الدولة.
وأضافت الشيخة رنا في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين “بنا”، بمناسبة يوم المرأة البحرينية: “نتشرف في وزارة الخارجية بقيام المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله في ختام أعمال الدورة السادسة للمجلس، بتخصيص يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي”.
وقالت الشيخة رنا “إننا في وزارة الخارجية وفي مقدمتنا سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية ، وكجزء من فريق البحرين ، نثمن التقدير الملكي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المفدى حفظه الله والحكومة لعمل المرأة البحرينية في السلك الدبلوماسي، كما نثمن بكل اعتزاز توجيه صاحبة السمو الملكي حفظها الله بأن يخصص يوم المرأة البحرينية هذه السنة للاحتفاء وتكريم عدد من الدبلوماسيات الرائدات والمميزات في العمل الدبلوماسي، تكليلاً لمسيرة عطائهن في خدمة وطننا الغالي، ورفع اسمه عالياً في كافة الدول والمحافل الأممية ، سيما وأن المرأة البحرينية قد تكافأت فرصها مع الرجل في العمل الدبلوماسي منذ بداية نشأة الدبلوماسية البحرينية التي مضى عليها نصف قرن من الزمان”.
واستذكرت الشيخة رنا الإرث الوطني وجهود المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله في تمكين وتوصيل المرأة البحرينية لأعلى المناصب القيادية في البلد، معربة عن تطلع المرأة البحرينية لمواصلة نيل المكتسبات بعد الثقة الملكية بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيساً للوزراء، مما سيكون له أثر إيجابي ومتنامٍ على مشاركة وعمل المرأة البحرينية في كافة المجالات التنموية وبشكل خاص في السلك الدبلوماسي والتمثيل الدولي والحكومي.
وعن خوض المرأة البحرينية تجربة العمل الدبلوماسي قالت الشيخة رنا “المرأة الدبلوماسية حاضرة في مجال العمل الدبلوماسي منذ إنشاء دائرة الخارجية سنة 1969 م ومن ثم تأسيس الوزارة سنة 1971 وتدرجت مع تسلسل التطوير الإداري للوزارة، إذ شغلت عدة مواقع، فكانت هناك مجموعة من الموظفات الإداريات بالوزارة، وأخريات تخصصن بمتابعة الملفات السياسية والشؤون القنصلية.. وبفضل الثقة الملكية السامية عُينت في مواقع عليا بالوزارة وفي البعثات الدبلوماسية البحرينية في الخارج، وانسجمت خبرات كثير منهن مع أداء السيدات الفاضلات السفيرات اللاتي حظين بثقة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى بتمثيلهن لجلالته في الخارج، وقد كنّ خير معين لهن في ابراز الدبلوماسية البحرينية الفاعلة، التي تعتبر أهم أداة لتنفيذ السياسة الخارجية لمملكتنا، والتي تتسم بالتفاعلية النشطة مع الأحداث والتطورات والتواجد بشكل ملحوظ في المحافل الأممية و الدولية”.
وفيما يتعلق بالفرص التي تتمتع بها المرأة البحرينية قالت الشيخة رنا: “اليوم غدت الفرص سانحة أكثر أمام المرأة البحرينية لتبوؤ مواقع صنع القرار ليس في السلك الدبلوماسي فحسب، بل في كل المواقع العملية بفضل الدعم المساند من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة وحث المجلس نفسه لكافة الوزارات والهيئات الحكومية بتشكيل لجان تكافؤ الفرص، بما يضمن للمرأة البحرينية حقها في الارتقاء الوظيفي ويوازن فرصها مع الرجل البحريني، فوفق أحدث إحصائية بلغ عدد النساء الدبلوماسيات في وزارة الخارجية ما نسبته 32% من إجمالي عدد العاملين بالوزارة”.
وعن تجربتها في مجال العمل الدبلوماسي قالت الشيخة رنا : “تشرفت بالثقة الملكية السامية من لدن جلالة الملك المفدى، بتعييني كأول امرأة بحرينية في منصب وكيل وزارة الخارجية، وأول امرأة في ذات المنصب على مستوى الوطن العربي، وهو الموقع الذي استشعر من خلاله الكثير من حس المسؤولية لما بدأته رائدات العمل الدبلوماسي البحريني اللاتي أخلصن في عملهن الإداري والدبلوماسي، ووصلت كثيرات منهن لدرجة سفيرات ومديرات دوائر ودبلوماسيات، أفخر شخصياً بما يقدمونه لوطنهن والمواطنين البحرينيين في الخارج. واليوم تمتلك البحرين خبرات وطنية نسائية في العمل الدبلوماسي تستطيع بلا ريب أن تصدر خبراتها وتجاربها الناجحة لكل أقطار العالم، بل إن هذه الخبرات تمثل نماذج ناجحة وموضع اقتداء للأجيال القادمة من الشابات البحرينيات اللاتي سيلتحقن بالعمل في الوزارة، جنباً إلى جنب مع ما سيتوفر إليهن من فرص تدريبية لإعدادهن ككوادر جديرة بحمل مسؤولية العمل الدبلوماسي للمملكة”.
ولفتت الشيخة رنا إلى دلالات الظروف الاستثنائية التي تسببت بها جائحة انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 حول العالم، وقالت: “أكدت هذه الظروف ما تتمتع به المرأة الدبلوماسية من قدرة هائلة للعمل في خضم الازمات والعطاء دون توقف، إذ إننا في وزارة الخارجية نتبع نهجا واضحا يرتكز على خدمة المواطنين في الخارج والمقيمين في المملكة وتسهيل متطلباتهم بأفضل طريقة وسط هذه الظروف الطارئة، فقد عملت الدبلوماسيات في بعثات المملكة في الخارج جنباً إلى جنب مع زملائهن في الوزارة، وعلى مدار الساعة وفق خطة مُحكمة منظمة لإعادة المواطنين البحرينيين من شتى بقاع العالم، وتم تلبية طلب كل من رغب بالعودة من مواطنينا ، بل تعدى الأمر إلى استضافة ومتابعة عودة بعض مواطني الدول الخليجية الشقيقة، إيماناً منا بأننا في المملكة نعتبر المواطن الخليجي هو مواطن بحريني له كل الرعاية والاهتمام وأن البحرين وطن الجميع”.
وعن التطلعات المستقبلية للمرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي قالت الشيخة رنا: ” إننا في وزارة الخارجية ووفق رؤية سعادة وزير الخارجية نتطلع لأن يكون هناك أكثر من موقع في الدوائر الدبلوماسية تشغلها المرأة البحرينية سيما في القنصليات والمنظمات، وكذلك أن تكون هناك أكثر من سفيرة تحمل على عاتقها إرث العمل الدبلوماسي النسوي وتضيف عليه الكثير مما يُتاح اليها من دعم ومساندة قوية من أعلى المستويات القيادية في الدولة، بالإضافة الى حقوقها المكفولة دستوريا ثم قدرتها الشخصية على خوض غمار التحدي والمنافسة وتسجل لنفسها بصمة في المجال الدبلوماسي”.
وختمت الشيخة رنا تصريحها بالتأكيد على إنجازات المرأة في المجال الدبلوماسي وقالت: “سجلت المرأة البحرينية رصيداً هائلاً من المشاركات السياسية ولن يعجزها تحقيق المزيد من الإنجازات، طالما هناك قيادة ملكية سامية تؤمن بقدراتها وتتيح لها كافة الحقوق والتسهيلات لأداء أدوار تتشارك فيها مع أخيها الرجل لخدمة وطننا الغالي، من هنا نتوجه بكل الشكر والتقدير لمقام صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم ال خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة وكافة السيدات الفاضلات عضوات المجلس وأمانته العامة على اختيار يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفاء بالمرأة في مجال العمل الدبلوماسي”.