أكدت معالي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء غرفة البحرين لتسوية المنازعات الرئيس الأسبق للجمعية العامة للأمم المتحدة، على ما تحظى به المرأة البحرينية من دعم ومساندة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، خصوصاً العاملات في المجال الدبلوماسي، إيماناً بقدرتها على تبوأ أهم المناصب ومراكز صنع القرار محلياً وإقليمياً ودولياً بكل كفاءة ومهنية.
مشيدةً بالدور الكبير الذي يلعبه المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، حفظها الله، وجهود سموها في تعزيز حضور المرأة البحرينية في مختلف المحافل، ما يعكس المكانة المتقدمة التي احتلتها مملكة البحرين في مجال تعزيز المساواة بين الجنسين على مستوى المنطقة والعالم.
جاء ذلك خلال الندوة الحوارية التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية، يوم الثلاثاء الماضي، بعنوان «العلاقة بين الدبلوماسية والتنمية السياسية»، تزامناً مع الاحتفال بيوم المرأة البحرينية والذي خصص هذا العام للمرأة في المجال الدبلوماسي، بمشاركة الدكتورة ابتسام الدلال عضو مجلس الشورى سفيرة المنتدى العالمي للقيادات النسائية السياسية، والدكتورة جهاد الفاضل عضو مجلس الشورى نائب رئيس الشبكة البرلمانية للأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي، والسفيرة منى عباس رضي مدير إدارة الشؤون الأفرو آسيوية بوزارة الخارجية، والدكتورة وجدان فهد الباحثة في الشؤون السياسية، وحضرها نحو 640 مشاركاً عبر الاتصال عن بعد.
وأكدت معالي الشيخة هيا بنت راشد خلال الندوة على الترابط الكبير بين التنمية السياسية والعمل الدبلوماسي من حيث استخدام الأدوات والآليات للارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى، سواء على الصعيد الثنائي أو ضمن المنظمات الدولية من أجل تحقيق المصالح المشتركة، كون التنمية شعار عالمي يهدف إلى تحقيق تطلعات الشعوب في كافة النواحي التربوية والإعلامية والثقافية والصحية..
وأشارت معاليها إلى أهمية التركيز على الإرادة والعلم من أجل تحقيق النجاح والتأثير في المجتمع، إلى جانب تجاوز الموروثات التي قد تحد من تقدم المرأة، وهو ما تحقق على أرض الواقع في مملكة البحرين، منوهة إلى التحديات التي كانت تواجهها المرأة سابقاً والنظرة المجتمعية لعملها في البيئات المختلفة.
وتطرقت معالي الشيخة هيا إلى الأدوار التي كانت تقوم بها المرأة البحرينية من أجل الأسرة والمجتمع، مذكرةً أنها كانت عنصراً هاماً في العملية التنموية منذ مجتمعات الغوص الأولى من خلال إدارتها للأسرة والقيام ببعض الأعمال المساندة للرجل.
وأضافت أنه ومع بداية التعليم النظامي للنساء في عشرينيات القرن الماضي، ساهم في تأهيل المرأة لتكون شريكاً فعلياً في عملية التنمية والبناء وفي مختلف القطاعات، ومنها القطاع الدبلوماسي، حيث انضمت المرأة إلى وزارة الخارجية منذ إنشاء الوزارة مطلع سبعينيات القرن الماضي، وفي عام 1999 تم تعييني كأول سفيرة بحرينية وعربية في باريس، ومن ثم بيبي العلوي وهدى نونو وأليس سمعان وبهية الجشي، إضافة إلى عدد من الملحقات في سفارات المملكة حول العالم.
وانتقلت معالي الشيخة هيا بنت راشد لاستعراض مسيرة عملها في السلك الدبلوماسي، كسفيرة لمملكة البحرين في فرنسا، ورئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما أظهر الصورة الحقيقية للمرأة في مملكة البحرين، كونها شريكاً كاملاً في عملية التنمية في مختلف القطاعات، بما فيها القطاع الدبلوماسي، إلى جانب ما تتمتع به من ثقة مطلقة من لدن جلالة الملك المفدى، والدعم الكامل من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.
وأشارت معاليها إلى أهم الخطوات التي تساهم في بناء دبلوماسي ناجح وقادر على تمثيل بلده خير تمثيل وعلى رأسها التمتع بالقدرة على إدارة الحوارات وتفهم ثقافة الاختلاف مع الآخر وآليات التفاوض، إلى جانب التمكن من ثقافة ولغة الدولة التي يعمل فيها، إضافة إلى اتقان فن البروتوكول وكيفية التعامل مع مختلف المستويات الاجتماعية والرسمية، والقدرة إلى نقل الصورة الحقيقة عن بلاده للعام، سواء عبر اللقاءات الثنائية أو عبر التجمعات ضمن المنظمات الدولية.
بعد ذلك تحدثت الدكتورة ابتسام الدلال، عضو مجلس الشورى سفيرة المنتدى العالمي للقيادات النسائية السياسية، والتي أكدت على أهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية البرلمانية كأحد مؤشرات الديمقراطية والتنمية، معتبرة أنها من أهم وظائف المؤسسة البرلمانية بعد وظيفتي التشريع والرقابة.
وأوضحت الدكتورة الدلال إلى نجاح الدبلوماسية البرلمانية ومن خلال المشاركات الخارجية في تسليط الضوء على النجاحات الكبيرة التي حققتها مملكة البحرين خلال مسيرة المشروع التنموي الشامل لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، خصوصاً فيما حققته المرأة البحرينية من إنجازات استثنائية على الصعيدين المحلي والعالمي، إلى جانب ما تقوم به كشريك حقيقي في تحقيق أهداف التنمية 2030 على كافة الأصعدة.
منوهة إلى الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية، والتي تضمنت تشكيل لجنة تكافؤ الفرص في مختلف المؤسسات الحكومية، إلى جانب ادماج احتياجات المرأة ضمن خطة عمل الحكومة.
من جانبها أوضحت الدكتورة جهاد الفاضل عضو مجلس الشورى نائب رئيس الشبكة البرلمانية للأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي، أن الدبلوماسية والتنمية السياسية مكملان لبعضهما البعض، مشيرة إلى أن الدبلوماسية غير التقليدية هي التي تقود التاثير الأكبر، إضافة إلى أنها الظهير والمساند للسياسة الخارجية للدول.
واستعرضت الدكتورة الفاضل بعض المحطات الهامة في مسيرة الدبلوماسية البرلمانية وأثرها على مختلف القضايا من خلال حشد الدعم للقضايا الوطنية في المنظمات والمؤسسات الدولية، إلى جانب ما يتم إصداره من تشريعات وطنية في مختلف المجالات، وهو ما يتم الترويج له على المستوى العالمي.
وتحدثت السفيرة منى عباس رضي، مدير إدارة الشؤون الأفرو آسيوية بوزارة الخارجية، مؤكدة على أن الدبلوماسية والتنمية السياسية وجهان لعملة واحدة، وبكل أشكالها الثنائية ومتعددة الأطراف وغيرها، لا سيما الدبلوماسية الثقافية والإعلامية والبرلمانية والرقمية، حيث تتطور وتزدهر لتخرج ثمارها كلما تم استثمارها، لا سيما فن التفاوض والتحدث والتعاون مع الآخر، وهو ما يثمر تعاون مع الدول الأخرى من خلال دبلوماسية حاصرة وناشطة وفاعلة.
وأشارت السفيرة رضى إلى الاهتمام الذي توليه وزارة الخارجية في سبيل تعزيزالتنمية السياسية وزياردة الوعي السياسي للدبلوماسيين لتمكينهم من لعب دور أكبر ولتعزيز مكانة مملكة البحرين، إضافة إلى إتاحة الفرصة للشباب كأحد متطلبات الدبلوماسية الناحجة.
وتحدثت الدكتورة وجدان فهد، الباحثة في الشؤون السياسية والإعلام، عن أهمية تعزيز الربط بين العمل الدبلوماسية والتنمية السياسية باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، إلى جانب أهمية تشجيع الشباب من الجنسين والراغبين في دخول معترك العمل الدبلومسي على تنمية المهارات الاتصالية والمعرفية والثقافية، لما لذلك من انعكاس على الصورة الحقيقية لمملكة البحرين، وبما يخدم أهدافها العليا المتمثلة في التعريف بالمشروع التنموي الشامل الذي يقوده جلالة الملك المفدى حفظه الله، والدفاع عن المكتسبات والانجاز المتحققة في المحافل الدولية المختلفة.