أفادت رسالة دكتوراه لباحثة بحرينية أن الطلاق له تأثير على الأمراض الجسمانية للأطفال، إثر التغير المفاجئ الذي يحدث في البيئة الأسرية.
وأكدت اختصاصية إرشاد نفسي أسري، د.سميرة البستكي في دراستها، التي استندت إلى برنامج إرشادي تكاملي لخفض العنف لدى عينة من المراهقين أبناء المطلقات في البحرين، ارتفاع نسب الطلاق إلى 34%، وبمعدل سنوي يبلغ 1%، معتبرة «الطلاق ظاهرة منتشرة في المجتمع البحريني في الآونة الأخيرة وازدادت بشكل يبعث على القلق، وتشكل خطرا يهدد استقرار المجتمع وينعكس سلبا على أفراده وانتشار الانحرافات السلوكية».
وشددت الدراسة على أن (70%) من أفراد العصابات، والمتسربين من المدارس الثانوية، وحالات الحمل في سن المراهقة، وحالات الانتحار، وكذلك مدمني المخدرات في سن المراهقة تعود إلى أسر منفصلة. وأوضحت التأثيرات السلبية التي تصاحب عملية الطلاق، منها: المفهوم السلبي عن الذات، وانتشار المشكلات السلوكية والاجتماعية، وتدهور في العلاقة مع الوالدين، وميول اكتئابية، وانتشار السلوك العنيف.
وذكرت الدراسة أن الأبناء أكثر المتضررين، وخاصة المراهقين وما يمرون به من مرحلة حساسة تتطلب توفير بيئة أسرية صحية خالية من المشكلات كالطلاق الذي له أثر كبير على البناء النفسي والسلوكي للأبناء.
وأضافت: «يؤثر الطلاق في معظم جوانب حياة الأبناء النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، وعلاقتهم بالوالدين، وهو ما يؤدي إلى حرمان الطفل من التكامل الأسري، مما يؤثر بدرجة كبيرة على عملية الضبط والتوجيه والتنشئة. كما أن فقدان أحد الوالدين بالانفصال يؤدي إلى ازدياد حدة الصراع الداخلي والتوتر مما يسهم في تدعيم سلوك العنف».
وتابعت «المشكلات التي قد تعترض حياة المراهق تحد من أدواره الاجتماعية وأنشطته، وتؤدي في بعض الأحيان إلى تقوقعه حول ذاته، أو اكتسابه لبعض الصفات العدوانية، وقد يكون تأثيرها واضحاً على تحصيله الدراسي، أو علاقاته الاجتماعية مع أسرته، أو أصدقائه، أو المجتمع بكافة أفراده».
ولفتت الباحثة إلى أن «النمو الجسماني السريع، والتغيرات الفسيولوجية الناتجة عن إفرازات بعض الغدد الصماء، تفوق كثيراً سرعة التطور النفسي للمراهقين، فيحدث نوع من الصراع بين الثورة الفسيولوجية وبين القدرات الجسمية من جهة، والقدرات العقلية المحدودة وديناميكية النفس في هذه المرحلة من جهة أخرى، في محاولة لإثبات الذات، وينجم عن ذلك ظهور بعض المشكلات النفسية والاضطرابات السلوكية في هذه المرحلة من حياة الإنسان».
وخلصت الدراسة إلى أن دور المساندة الاجتماعية لها أهمية في تخفيف ظهور أعراض بعض مشكلات السلوك لدى المراهقين، داعية إلى تخصيص برامج تساعد على تحسين المهارات الاجتماعية والحياتية للمراهقين من أبناء المطلقات وتطوير برامج إرشادية فردية وجماعية؛ لتحسين مستوى الصحة النفسية لدى أبناء المُطَلِّقِينَ، إلى جانب تصميم جلسات إرشادية فردية وجماعية لوَالِدِي المُرَاهِقِينَ المُطَلِّقِينَ لإثارة الاهتمام بآثار الطلاق على أبنائهم.