اعتبرت السفيرة منى عباس رضي مدير إدارة الشؤون الأفرو آسيوية بوزارة الخارجية أن زيادة عدد العنصر النسائي في العمل الدبلوماسي يعكس ثقة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في المرأة البحرينية وبقدرتها على العمل في المجال الدبلوماسي وتحقيق المهام المنوطة بها.
جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجرتها إذاعة البحرين مع السفيرة منى رضي بمناسبة يوم المرأة البحرينية من خلال برنامج حوار دبلوماسي، حيث رفعت الشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لدعمها وتشجيعها المستمر للمرأة البحرينية، وقالت إن يوم المرأة البحرينية يأتي تعبيراً وتقديراً للعاملات في هذا المجال الذي يعتبر أحد المجالات المؤثرة التي تسهم في تعزيز ورفع مكانة البحرين على الصعيد الإقليمي والدولي.
وتحدثت رضي عن تجربتها في إدارة المنظمات، واعتبرت فترة عملها في جنيف فترة غنية في مسيرتها المهنية، معربة عن اعتزازها بالعمل ضمن فريق لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في مجال الإسكان عام 2006 الممنوحة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، حيث تم تنظيم معارض حول الجائزة في القاهرة وباريس ولندن ونيروبي ونيويورك وواشنطن، واعتبرت أن مثل هذه المعارض ساهمت في توضيح إنجازات البحرين في مجال الإسكان والمستوطنات البشرية، بهدف إبراز الوجه الحضاري لمملكة البحرين، وإظهار ما تتمتع به مملكة البحرين من تقدم وحضارة في مختلف المجالات.
ونوهت بما اكتسبته من خبرات أثناء عملها بمعية مهندس الدبلوماسية البحرينية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، ومعالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مستشار جلالة الملك للشؤون الدبلوماسية، وسعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، واعتبرت نفسها محظوظة بالعمل إلى جانبهم إذ كانوا بمثابة القدوة، معبرة عن فخرها بعملها كونها سيدة عملت في أحد أهم البعثات الدبلوماسية المهمة في جنيف.
وقالت رضي إن العمل في المنظمات الأممية في الخارج يعتبر مدرسة في مسيرة عمل أي دبلوماسي، فالعمل الدبلوماسي عمل متعدد الأطراف يحتاج لتعزيز علاقة المملكة مع أكثر من طرف وأكثر من دولة.
وحول طبيعة عملها في جنيف أوضحت أنه تم تكليفها بعمل المندوب الدائم للبحرين، حين تم تعيين السفير عبدالله عبداللطيف كوكيل لوزارة الخارجية، وقالت إنها كانت مهمة كبيرة لكونها سكرتير ثان كلف بالقيام بدور السفير والقيام بعمله قبل تعيينها كسفير في وقت لاحق.
وتحدثت رضي عن طبيعة عملها بإدارة الشؤون الأفرو آسيوية، مشيرة إلى أن عملها يصب في تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الصديقة، فضلا عن الإعداد للزيارات الرسمية وتوقيع اتفاقيات مع الدول، وتنظيم المعارض وغيرها من الجهود الدبلوماسية رفيعة المستوى، كما أشارت الى مشاركاتها العديدة في زيارات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه للصين وباكستان وماليزيا وغيرها من الدول.
واستذكرت رضي جهود مملكة البحرين الاستثنائية في تقديم أول تقرير دولي شامل، وبينت أنها كانت محظوظة في عملها أثناء اختيار البحرين لتقديم أول تقرير عن وضع حقوق الإنسان في إطار الاستعراض الدوري الشامل أمام دول العالم، وبينت أن شعور الفخر والاعتزاز كان كبيراً جداً عندما يصفق العالم كله لإنجازات مملكة البحرين، كما استذكرت استقبال العالم المتميز لفوز أول عضو مجلس نواب وهي لطيفة القعود في ذاك الوقت.
وتتقن السفيرة منى رضي اللغات الروسية والأسبانية والفرنسية، وبينت تطلعها لإتقان الست اللغات الرسمية والمعتمدة في الأمم المتحدة، وهي حاصلة على الماجستير في القانون الدولي العام من جامعة نوتنجهام من المملكة المتحدة، وعملت في عدة مواقع دبلوماسية هامة، وقالت إن “طاقم العمل في إدارة الشئون الأفرو آسيوية يعملون كفريق شبابي يكملون بعضهم بعضا، وتجمعهم روح الفريق الواحد”.
وفي مداخلة للسفير عبدالله عبداللطيف عبدالله سفير مملكة البحرين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، قال إن السفيرة منى رضي تمثل نموذجا للدبلوماسية الناجحة، حيث عملت في مجال الدبلوماسية متعددة الأطراف، وقامت بتمثيل البحرين على أكمل وجه، وحققت تميزاً مشهوداً في عملها.
من جانبه تحدث والد السفيرة السيد عباس رضي عن ذكريات طفولتها، وكيف تميزت منذ صغرها بالتحضير الدائم ومراجعة دروسها بشكل متميز وبتركيز كبير، كما استذكر تميزها في التحصيل العلمي في المرحلة الجامعية، وحبها لتعلم اللغات، إلى جانب حرصها على أن تكون أول الحضور وآخر المنصرفين في أي مهمة عمل توكل إليها، الأمر الذي يعكس جديتها، واعتبرها مفخرة لعائلتها ولوطنها.
يذكر أن برنامج حوار دبلوماسي يقدم حلقات خاصة بمناسبة يوم المرأة على إذاعة البحرين 102.3 إف إم، حيث يستضيف ثماني سيدات عاملات في الشأن الدبلوماسي، ليقدم توثيقا لمسيرة الدبلوماسية البحرينية التي أكملت يوبيلها الذهبي العام الماضي، ويقوم عليه فريق من إذاعة البحرين ووزارة الخارجية، وهو من إعداد وتقديم سبيكة الشحي وتنسيق ومتابعة وفاء خليفة وإخراج راشد سند.