أعربت عدد من البحرينيات العاملات في مجال الدبلوماسية عن اعتزازهن باعتماد احتفال يوم المرأة البحرينية لهذا العام للاحتفاء بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي، ما يعتبر تتويجاً لجهودهن في هذا المجال ويوماً لجني ثمار التمكين الرائد للمرأة الدبلوماسية الذي تجسد فيما وصلت إليه من المناصب القيادية التي شغلتها كسفير ووكيل وزارة ومدير تنفيذي ومدير للعديد من الإدارات، إلى جانب تمثيل المملكة في المحافل الدولية والسفارات والبعثات الرسمية.
وعبرت النساء الدبلوماسيات عن الشكر والتقدير لكل الدعم والتشجيع الذي تلقاه المرأة البحرينية في وطنها في إطار المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، كما أشدن بالجهود الكبيرة التي يضطلع بها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، لدعم المرأة البحرينية في جميع المجالات.
وفي لقاءات مع إذاعة البحرين عبر برنامج (حوار دبلوماسي) الذي تعده وتقدمه سبيكة الشحي؛ تحدثت الدبلوماسيات عن تجاربهن في الانضمام للعمل والمراحل التي صقلت قدراتهن ليتمكن من تطوير أدواتهن المهنية ليخدمن تطوير مجال عملهن والقطاع الدبلوماسي في مملكة البحرين ككل، وما وجدنه من دعم وتشجيع ليثبتن أنفسهن في العمل، كدليل آخر على تميز المرأة البحرينية في جميع القطاعات، خدمة لوطنها وطنها وتحقيقا لطموحاتها.
إلى ذلك؛ أشارت السيدة بدور صلاح، مستشار إدارة شؤون حقوق الإنسان، إلى أن المرأة البحرينية احتلت مكانة مرموقة ومميزة في مجال العمل الدبلوماسي وشكلت إضافة حقيقية وساهمت بفعالية في العلاقات الدولية والإقليمية، حيث استفادت بشكل كبير من مبدأ المساواة بين الجنسين الذي تؤكد عليه مملكة البحرين.
وتحدث السيدة بدور، وهي خريجة أدب انجليزي في جامعة البحرين، عن بداية عملها في وزارة الخارجية كمترجم بمكتب وزير الخارجية، ومن ثم تلقي التدريب في مختلف الإدارات حتى عملها ضمن إلى الكادر الدبلوماسي لتعمل في إدارة العلاقات الثنائية مع الدكتور ظافر العمران، حيث عملت في ملف العلاقات والاتفاقيات الأوروبية.
وقالت السيدة بدور إن أكثر التجارب الفاصلة في حياتها الدبلوماسية ابتعاثها لتمثيل مملكة البحرين كجزء من طاقم العمل لدى الأمم المتحدة في جنيف لمدة تسع سنوات، لتكتسب من خلاله دراية وإلماماً أكبر بمجال حقوق الإنسان.
وقدمت شكرها لسعادة السفير عبدالله عبداللطيف، سفير مملكة البحرين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، الذي كان سفيراً لمملكة البحرين ومندوبها لدى الأمم المتحدة في السنة الأولى لها في جنيف، كما أعربت عن شكرها للدكتور يوسف عبدالكريم بوجيري الذي استفادت من خبرته كونه أكثر تعمقاً في ملف حقوق الإنسان، وخصت بالشكر زميلتها سعادة السفيرة منى رضي التي “أخذتها تحت جناحها”، على حد تعبيرها، حين وصولها للعمل في جنيف وعلمتها مداخل ومخارج العمل في الأمم المتحدة.
وقالت السيدة بدور إن عملها في جنيف صقل عملها الدبلوماسي ومهاراتها وجعلها تتعمق في مجال حقوق الإنسان، إلى جانب ما اكتسبته من تجربة ثرية على الصعيد الشخصي، فجنيف تحتضن بعثات 194 ممثلة في الأمم المتحدة مما أتاح لها الاطلاع على ثقافات وحضارات وسياسات عديد من الدول لتكتسب المزيد من المعرفة في أساليب التواصل والتفاوض الدبلوماسي.
وتحدثت السيدة بدور عن مهام إدارة حقوق الإنسان والملفات التي تديرها في تنسيق العمل مع الجهات الرسمية والمؤسسات المستقلة والسلطة التشريعية والمنظمات غير الحكومية العاملة في مملكة البحرين، إلى جانب ملفات التعاون الدولي في شؤون حقوق الإنسان مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية المختصة.
وأكدت أن أهم رسالة تقوم بها الإدارة هي التعريف بمسيرة حقوق الإنسان في مملكة البحرين، والتي تعبر عن عقيدة المملكة الراسخة بضرورة احترام حقوق الإنسان باعتبارها ركيزة كرامة الفرد ونهضة المجتمع وإطار تحقيق التعايش والسلام بين الجميع، تجسيداً لنهج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في النظرة الشاملة لحقوق الإنسان، حيث يوضح جلالته في أكثر من مناسبة “أن المملكة تتطلع الى المستقبل بقيم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون وتحقيق العدالة”.
وأشارت لجهود الوزارة في إعداد خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان والتي ستكون بمثابة آلية جديدة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في المملكة في جوانب الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحقوق المرأة والطفل وذوي الإعاقة وكبار السن، والجدير بالذكر أن مملكة البحرين هي أول دولة في المنطقة تقوم بإعداد خطة وطنية من هذا النوع.
ومن جهة أخرى قالت رنا محمد حسن علي، رئيس قسم نظم المعلومات بإدارة نظم المعلومات، إنها فخورة جداً بتخصيص يوم للمرأة الدبلوماسية وفخورة أكثر بكونها جزءاً من هذا الاحتفاء كامرأة دبلوماسية، وهو يوم يدل على أن المرأة البحرينية نموذج يستحق، ويتم فيه جني ثمار هذا التمكين الرائد للمرأة الدبلوماسية فيما وصلت إليه من مناصب قيادية كسفير ووكيل وزارة ومدير تنفيذي ومدير للعديد من الإدارات.
وقالت إنها تمنت العمل في المجال الدبلوماسي خلال فترة دراستها بدولة الكويت بعدما تعرفت على العمل الدبلوماسي من خلال سفارة مملكة البحرين هناك أثناء حضور مختلف الفعاليات واستفادتها من خدمات السفارة، مما عرفها بطبيعة العمل الدبلوماسي.
وكانت السيدة رنا قد عملت في القطاع المصرفي لمدة عام واحد، إلى أن عرفت بوجود شواغر في وزارة الخارجية فقدمت للوظيفة واجتازت الامتحان لتلتحق بالعمل في مكتب سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق، الدكتور محمد عبدالغفار.
وحول طبيعة عملها الحالي؛ قالت إن إدارة نظم المعلومات تعمل على تطوير العمل في الوزارة والبعثات والعمل عبر التحول الإلكتروني والرقمي في جميع الأعمال التي تقوم بها الوزارة، تماشياً مع التوجهات الحكومية للتحول الإلكتروني في جميع القطاعات، حيث قامت الإدارة بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية المختلفة للعمل على ربط وزارة الخارجية بالوزارات والهيئات الحكومية الأخرى لتنسيق العمل فيما بيننا وتسهيل آلية العمل.
ونوهت السيدة رنا بالدعم الرسمي الذي تلقاه المرأة البحرينية في كافة الميادين، منوهة بما تقدمه الوزارة، وعلى رأسها سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، وجميع القيادات خاصة الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة وكيل الوزارة رئيسة لجنة تكافؤ الفرص بالوزارة.
وقالت السيدة رنا إن التجربة الفاصلة بالنسبة لها كانت تعيينها عام 2012 رئيسة قسم تطوير نظم المعلومات، ما شكل نقطة تحول وانطلاقة جديدة وتحدٍ جديداً لها. واعتبرت أن العمل مع سعادة الدكتور محمد عبدالغفار تجربة ثرية في الدبلوماسية تعلمت منها الكثير، وشكلت هذه المحطة رافداً استفادت منه بشكل كبير في عملها في إدارة نظم المعلومات بقيادة سعادة السفير علي العرادي مدير إدارة نظم المعلومات في الوزارة، التي عملت فيها على تنفيذ تطبيق (وجهتي) ونظام المراسلات ونظام السجل المركزي للاتفاقيات وغيرها من الأنظمة والتطبيقات.
وأوضحت أن حرص سعادة وزير الخارجية على مواصلة التطوير في توظيف التقنيات الحديثة أثبتت جدواها خلال فترة جائحة كورونا، فقد كان لتطبيق (وجهتي) دور في إرسال المستجدات للمواطنين البحرينيين في الخارج، كما سهل عملية رصد بياناتهم وأسمائهم وعدد البحرينيين في الخارج وعناوينهم ووسائل التواصل معهم، إضافة إلى جهود سفارات المملكة في الخارج، ويتميز هذا التطبيق بخدمات متعددة مثل سجل رحلتك والتنويهات الهامة التي تصدر من قبل وزارة الخارجية، كما يشمل خدمة المساعد الافتراضي للإجابة على تساؤلات المستخدمين وغيرها من الخدمات، وتم عمل هذا التطبيق بالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية.
وتحدثت عن تجربتها في تمثيل مملكة البحرين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2011 حين شاركت في إلقاء كلمة عن تمكين المرأة في المملكة ودعم تطورها في مختلف المجالات.
أما السيدة إيمان علي بورشيد، رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية بوزارة الخارجية، فاعتبرت أن تزامن الاحتفال هذا العام بالمرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي مع احتفال المملكة ببدء العمل الدبلوماسي المنظم قبل 51 عاما، وتخصيص يوم للدبلوماسية البحرينية يأتي تقديراً لانجازاتها وتقديراً لجهود منتسبيها جميعاً، المرأة والرجل.
وقالت السيدة إيمان إنها بدأت العمل بوزارة الخارجية في إدارة نظم المعلومات حيث زاملت رنا محمد حسن علي، رئيس قسم نظم المعلومات، وتعلمت منها الكثير.
وعن طبيعة عملها في قسم الدبلوماسية الرقمية ضمن إدارة الاتصال، قالت إنها تجمع بين الطابع الإعلامي والطابع التقني، حيث يهدف القسم لإبراز الدبلوماسية البحرينية والسياسة الخارجية للمملكة والترويج لها، ويطمح لتحقيق تواصل الكتروني فعال لوزارة الخارجية من خلال عدة قنوات منها حسابات التواصل الاجتماعي للوزارة وأيضا لسفارات المملكة في الخارج والمواقع الإلكترونية للوزارة، مما يتطلب متابعة مستمرة.
وأضافت السيدة بورشيد أن المرأة في مملكة البحرين تحظى بدعم لا محدود من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، مثمنة جهود المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، مشيرة إلى أن هذا الدعم ساهم في ريادة المرأة البحرينية وتقدمها في مختلف المجالات.
وأعربت بورشيد عن تقديرها للدكتورة أروى السيد، مدير إدارة الاتصال، على ما تقدمه لها من دعم وثقة، معتبرة أن عملها في مشروع إجراء مقابلات مع رائدات العمل الدبلوماسي وتعرفها على مسيرتهن المهنية عن كثب كان له أثر شخصي عليها؛ إذ تعرفت على أمثلة حية يحتذى بها للمرأة البحرينية القادرة على العمل والتحدي لتحقيق طموحاتها.