هي صاحبة رحلة شاقة وشيقة للعلم والتعلم، أرادت أن يكون لها علامة مضيئة في مجتمعها، فكسرت الحواجز، وحاربت التحديات، وتعاملت مع المستجدات بكل كفاءة، ومنها جائحة كورونا التي سخرت كل الإمكانيات المتاحة للتعايش معها علميًا عن بُعد، وذلك من خلال موقعها كمديرة التعليم الإلكتروني بجامعة البحرين.
لا تعرف المستحيل، شخصية قيادية بالفطرة ولا تطيل التوقف في محطات التعب أو التعثر، تعرف ماذا تريد، وتسعى بكل إصرار نحو تحقيق أهدافها، وقد كان لها ما أرادت، وذلك عبر تجربة عملية وإنسانية مليئة بالجهد والاجتهاد والمثابرة والانجاز، بصفة عامة هيه شخصية تتمتع بشغف شديد بالتكنولوجيا، ومؤمنة بضرورة التحلي بالمهارات الإدارية المختلفة، التقينا مديرة المركز التعليم الإلكتروني الشيخة في عبدالله آل خليفة.. فكان هذا اللقاء:
من هي (في عبدالله آل خليفة)؟ حدثينا عن نفسك؟
أستاذ صاعد في العمارة والتصميم الداخلي، اختصاص البيئة الحضرية والاستدامة، دراستي كانت في بريطاني المجاستير والدكتوراه، وشاء القدر أن أُعيّن في الجامعة للتدريس في القسم 2015، عينت في 2019 بمنصب مديرة مركز التعلم الإلكتروني قبل جائحة فايروس كورونا بأشهر قليلة، وفوجئت بالتطور الكبير الذي يحظى به هذا القسم يومًا بعد يوم.
ما هي إنجازاتك؟
من أكبر الإنجازات ولله الحمد حصولي على الأسد الذهبي بالمشاركة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار وجامعة البحرين، وحصولي على المركز الأول في شهادة الماجستير على مستوى بريطانيا في مجال العمارة، وهي قفزة كبيرة في دراستي وحياتي العلمية والعملية، وأيضًا واحدة من أهم المحطات هي قبولي بجامعة البحرين في 2010.
كيف كانت تجربة التدريب بالخارج؟
تجربة التدريب في أحد المكاتب الهندسية بنيويورك كانت شيقة ومميزة، فقد كنت أول خليجية تتدرب في هذا المكتب، وقد غيّرت في الواقع الكثير من المفاهيم لديّ، فمثلًا قبل خوض هذه التجربة كان لدي انطباع أنني أقل تأهيلًا من الآخرين الدارسين هناك، ولكني اكتشفت عمليًا وعلميًا أن مستوى تعليمي في نفس مستوى تعليم من تدربت معهم، حتى أنهم انبهروا بجودة التعليم في بلدي البحرين، وبتفتح وتفوق العنصر النسائي في منطقتنا، وقبل ذلك كانت لي تجارب أخرى مبهرة في الخارج.
وفي أي مرحلة كنتِ تتوقعين أنه سوف تتحملين هذا الحمل الذي على عاتقك من المسؤولية لتطوير وتذليل العقابات لطلبة جامعة البحرين؟
الظروف هي من تصقل الشخصيات وتعلمك كيف تتعامل وتتصرف، والتدريب في القيادة والدورات وكل هذه الأشياء في الواقع وفي ممارستها تكون على عاتقي مسؤولية كبيرة، ومعي فريق مركز التعليم الإلكتروني وهم يبذلون أقصى ما عندهم من طاقات في التعاون تحت الضغط الكبير الذي نواجهه، وحان الوقت أن نضع كل ما تعلمناه في هذه الظروف، لا شك إن التعليم الإلكتروني هو المستقبل، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بحياتنا بشكل عام، وخاصة في ظل الجائحة التي نعيشها اليوم، وعلينا جميعًا أن نعترف بأن التعليم الإلكتروني كان خيارًا ثم أصبح إجبارًا.
بحيث نقوم بإدارة تقريبًا 33 ألف طلب وأكثر من ألف دكتور وأستاذ، والفريق المسؤول عن إدارة هذه العملية هم 5 أشخاص، والحمد لله تم تسخير كل طاقتنا في تذليل العقبات للطلبة بمساعدتهم والإجابة عن استفساراتهم.
لماذا لم يتم زيادة عدد الموظفين في القسم؟ ألا يعد هذا العدد قليل جدًا مقارنة بالجهود المناطقة بالقسم؟
لارتباطنا بديوان الخدمة المدنية ومخطط الهيكل الجامعي، وما زالت المخاطبات بإدارة الجامعة والترتيبات اللازمة، حيث أنه قبل الجائحة استخدام التعليم الإلكتروني بنسة 50%، إلا أنه وخلال أشهر قليلة جدًا اضطررنا بسبب الظروف والجائحة لاستخدام التعلم 100% خلال الجائحة في بداية هذا العام.
ما هي الصعوبات التي واجهتكم في قسم التعليم الإلكتروني؟ وكيف تم تخطيها؟
إنه ظرف طارئ لنا جميعًا وليس فقط لجامعة البحرين فقط، بل التعليم للعالم بأسره، فالجميع يمرون بنفس الظروف، ونحن نتكلم عن تكنولجيا تتعرض للمشاكل وهي خارجة عن إدارة المركز والجامعة، بل هذه الشركات والمؤسسات أيضًا فوجئت بزيادة عدد المستخدمين، عند إعداد نظام لاستقبال ألف شخص يختلف تمام عن نظام يستقبل مليون شخص، والمركز يمر بضغط هائل لزيادة عدد مستخدمي منصات التعلم الإلكتروني عن بُعد هو ما نمر به ليس على المستوى البحرين فقط إنما على المستوى العالم، وهو خارج عن إرادتنا، وفوجئنا بالانتقال إلى المنصات التعلم الإلكتروني في فترة قصيرة كما أسلفت إلى 100%، وأنه نحتاج للوقت لكي يتسنا لنا الإدارة بشكل كامل وصحيح ولله الحمد جامعة البحرين أفضل بكثير من جامعات العالم، ونحن لم نستحدث منصات التيمز والبلاك بورد إنما تم تفعيلها بكل طاقتها الاستيعابية.
أما العقبة الثانية هو الجهل التقني لمستخدمي المنصات التعليمية ونذكر هنا تقاعس المستخدمين عن حضور الورشات التدريبية والأنظمة الحديثة في فهم كيفية عملها والإلمام بها، وهذه أيضًا تزيد من مستوى الضغط علينا وعلى مركز التعليم الإلكتروني، حيث تم توفير جميع أنواع المرافق والتدريبات سواءً على الأون لاين أو الملفات التدريبية، من هنا نتخيل عدد الأسئلة إذا كان لكل طالب سؤال أو سؤالين، أما بالنسبة للخلل التقني من عند المستخدمين في عدم وجود اتصال تارة، وتارة أخرى بسبب الأجهزة أو (النت وورك أو البراوزر)، أتمنى أن نتخطى الجهل التقني من قبل المستخدمين ونتجاوز هذه العقبات.
كنا نحلم أن يزيد مستخدمي المنصات التعليمة عن 50%، والحمدلله فوجئنا خلال شهرين بالكم الهائل لمستخدمي هذه المنصات كما أسلفت إلى 100% ولله الحمد، وإن شاء الله سوف نتجاوز هذه الصعوبات والعقبات بتعاوننا جميعًا.
على ضوء التجربة الأولية للفصل الثاني لعام 2019 – 2020 لاعتماد جامعة البحرين التعليم الالكتروني على منصتي (تيمز – بلاك بورد).. وهل تحققت تلك التطلعات؟
طبعًا إن التطور التكنولوجي بجامعة البحرين وصل إلى هذا المستوى وبهذه السرعة أو حتى في العالم، مؤشر قياسي لنا جمعيًا وهذا إنجاز أتوقع من محاسن جائحة فايروس كورونا، وإنما هو يعود إلينا بفهم ومعرفة أن التعليم الإلكتروني له الكثير من الإيجابيات لما كان له من التشكيك الكبير قبل الجائحة من قبل التعلم الإلكتروني، في حين أن الشهادات التي تكون عبر التعليم عن بُعد قبل الجائحة لا تقبل هذه الشهادات، ولكن خلال هذه التجربة قد تغيرت نظرة وفكرة التعلم الإلكتروني للعالم بأسره وليس فقط لجامعة البحرين، حتى أن اتجاه الطلبة وهيئة التدريس قد تغير لهذه الطريقة من التعلم الإلكتروني (عن بُعد).
هل سيعتمد التعليم الإلكترروني (عن بُعد) في جامعة البحرين سواء كنا في هذه الجائحة أو بعد الخلاص منها؟
إذا كان التعليم في العالم سيعود إلى أنظمة التعليم السائدة ما قبل كورونا فإننا لم نستفد من هذا الدرس، وأتأمل وكلي أمل بأن تستمر العملية التعليمة “عن بُعد” بشكل جزئي عن طريق الأون لاين، وهذا بالتأكيد سيوفر الجهد للطلبة وتوفير الجهد للمدرسين توفير الأماكن والمساحات والمدراجات التي كانت تستخدم من قبل الطلبة وسهولة وصول الطلبة إلى القاعات الدراسية، وكانت هناك مشاكل تتعلق بمواقف السيارات والازدحامات وتتعلق بالمواصلات وتتعلق بوصول الطالب إلى الحرم الجامعي، فكثير من الطلبة لا يمتلكون سيارة خاصة، أو قد يتعرضون لحادث يمنعهم من حضور الجامعة، أو غيرها من الظروف، أما الآن فأغلب هذه المشكلات تخطاها الطالب، وأصبحت المشكلة الوحيدة هي عدم وجود باقة إنترنت مناسبة، لذلك أتمنى أن يكون خيار التعلم عن بُعد متاح للطلبة جزئيًا في بعض المقرارات، وذلك بالاعتماد على نوعية المادة والكلية ونظام الكلية ونظام البرنامج الأكاديمي وهو ما يقرة الأقسام والكليات بحسب طبيعة المادة، مما يسهل على الطالب التعلم الإلكتروني ما بين الطالب والمدرس، وبالإمكان أن يكون جزئيًا للمواد التي لا تحتاج للحضور العملي وهي ما توفر وتقلل من الازدحامات والمشاكل المرورية والتعطل وأي ظروف أخرى.
هناك رؤية أولية من الجامعة لاقتصار المقررات المشتركة الأربعة ليكون تعلمها عن بُعد، أما باقي التخصصات فستترك لكل قسم وكل كلية بحسب ما تراه.
نصيحة تودين توجيهها إلى الطلبة في نهاية هذا اللقاء؟
أنصحهم بتثقيف أنفسهم بقدر الإمكان في استخدام المنصة، طبعًا كل سؤال موجود عند الطلبة أو أي خلل عبر المنصة يوجد لها إجابات موجودة عبر الأونلاين، وليثقوا أننا نحاول إيجاد الحلول لكل مشكلة بسبب أن النظام عالمي ويستخدم في جميع دول العالم وأغلب الاجابات متوفرة عبر المنصة أو حتى عن طريق البحث في (قوقل)، وأتمنى أن يستمتعوا بهذه المرحلة رغم صعوبتها، فالطالب اليوم يعيش مرحلة مميزة وفريدة من التاريخ، والدراسة أونلاين عن بُعد لها طعمها المميز ويعتبر هذا الجيل له قدم السبق في ذلك فمن يتخرج سيتخرج وهو في بيته وهذا أيضًا له طعمه الخاص.
أجرى اللقاء: فيصل عارف
طالب في جامعة البحرين