لا أحد يستطيع إنكار سعادة الأم عندما تحتضن ولدها، ولكن معظم النساء يتعرضن بشكل عام لبعض التغيرات الجسدية أثناء الحمل وبعد الولادة، تشققات وترهلات في مختلف أنحاء الجسم.
ولحل تلك التغيرات هناك جراحات تجميلية تسمى «ما بعد الأمومة» تحدثنا عنها الدكتورة نادية مطر استشاري جراحة التجميل والترميم بمستشفى ابن النفيس والبورد العربي في الجراحة، وعضو الكلية الملكية للجراحين الايرلندية والزمالة الفرنسية ونائب رئيس جراحين التجميل البحرينية.
– ما المقصود بمصطلح عمليات تجميل ما بعد الولادة (MOMMY MAKEOVER)؟
هي عبارة عن عدة عمليات جراحية تجميلية لإعادة تناسق الجسم بعد الولادات المتكررة لاستعادة مظهر ورشاقة الأمهات بعد الإنجاب.
وقد يطلق هذا المصطلح على الإجراءات غير الجراحية ايضا.
– ما هي الأماكن الأكثر تأثراً في الجسم؟
تعتبر منطقتا الثدي والبطن أكثر مناطق الجسم تأثرا خلال فترة الحمل وما بعد الولادة، فتحدث ترهلات وتشققات وتصبغات في الجلد وتغير في حجم الثدي وانفصال في عضلات البطن، ما يزعج الكثير من النساء نظرا إلى اختلاف شكل أجسامهن عن ذي قبل.
وهناك عدة عوامل تؤثر على عودة شكل الجسم وتناسقه، منها تكرار الولادات والرضاعة وطبيعة الجلد وتمدد وكبر حجم الثدي والبطن خلال الحمل، والوضع الصحي خلال الحمل اذا كان هناك أمراض مزمنة، وايضا زيادة او نقصان وزن كبير وعدم الالتزام بنظام غذائي صحي.
– إذا ما هي العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها لاستعادة شكل الجسم؟
العمليات الاساسية في (MOMMY MAKE OVER) هي عمليات الثدي والبطن بالإضافة الى عمليات اخرى مصاحبة مثل الشفط ونحت الجسم.
يمكن إجراؤها في عملية واحدة، ولكن يفضل على مراحل حتى تكون أكثر أمانا وأقل عرضة للإصابة بالمضاعفات.
فبالنسبة لعمليات الثدي تكون رفع مع أو بدون تكبير الثدي بحشوة السليكون لإعطاء الثدي الحجم المفقود من بعد الولادة، مع ازالة الجلد المترهل إن وجد.
وتحديد التقنية يعتمد على الفحص الاكلينيكي، وهذه العمليات تجرى تحت التخدير الكامل وتكون الاقامة قصيرة ليلة واحدة في المستشفى والتشافي التام يكون ما بين اسبوعين وثلاثة اسابيع، ومن ثم ممارسة النشاط والعمل اليومي بشكل طبيعي.
أما بالنسبة إلى عملية شد البطن وتصليح العضلات المنفصلة وإزالة الترهلات الجلدية فقد تحتاج إلى فترة أطول للتشافي والرجوع الى العمل.
وتكون عملية شفط الدهون عملية مصاحبة لعمليات أخرى تحتاج إليها بعض المريضات نتيجة لتراكم الدهون العنيدة في أماكن غير مرغوب فيها في الجسم.. هذه الدهون تراكمت نتيجة للتغيرات الهرمونية أثناء فترة الحمل.
والجدير بالذكر انه في بعض الاحيان تكون تلك العمليات ضرورية ترميمية وخاصة في حالات الانفصال العضلي وترهل الجلد الشديد في منطقة البطن وتسبب مشاكل صحية وآلاما في البطن والظهر حيث ان التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي لا يصلحان ويكونان غير فعالين في عودة وظيفة العضلات.
– ما هو أفضل وقت لإجراء هذه العمليات؟
ينصح بهذا النوع من العمليات بعد مرور 6 أشهر من الولادة لإعطاء الجسم فرصة الرجوع الى وضعه الطبيعي قبل الحمل.
يتم تحديد نوع العملية من قبل جراح التجميل وبتحديد الهدف المطلوب من قبل المريضة.
– ما هي الشروط التي يجب توافرها في المريضة لإجراء العملية؟
نؤكد قبل الاستشارة الطبية يجب أن تكون المرأة متمتعة بصحة جيدة وغير مدخنة، وذات وزن مناسب حيث ان هذا النوع من العمليات الهدف منه ليس تخفيف الوزن ولكن الحصول على قوام متناسق وان تكون استكملت إنجاب الاولاد وليس لديها رغبة في الانجاب مرة أخرى.
النتائج لا تكون مباشرة بعد العملية بل تحتاج إلى عدة أشهر وتختلف النتائج من مريضة إلى أخرى بحسب الحالة، كما انها تعتمد على عدة عوامل، بعضها له علاقة بطبيعة الجسم.
ومن المهم جدا اتباع الارشادات بعد العملية، فوجود محيط أسري متعاون يساعد المريضة في الشؤون المنزلية ورعاية الابناء في فترة التشافي يكون له تأثير مهم، وأما العوامل الاخرى فتعتمد على خبرة جراح التجميل وكفاءته.
وأود أن أضيف هنا أن الحصول على جسم مثالي أو كما كان قبل الحمل والولادة من خلال هذه العمليات قد يكون صعبا، لكن من الممكن تحسين الشكل العام للجسم بدرجة كبيرة وبالتالي زيادة الثقة بالنفس والرضا ووضع صحي أفضل.