عادة يوفر فحص الجنين بالأشعة فوق الصوتية الاطمئنان حيال نمو الطفل وتطوره بشكل طبيعي، ومن هذا المنطلق كشفت الدكتورة فهيمة المطوع، استشاري طب العائلة وفحص الحوامل والأجنة للتشوهات الخلقية، عن الأشهر التي تكون فيها الفحوصات مهمة أثناء الحمل وقالت:
أصبح من الضروري مع التقدم العلمي والتكنولوجي متابعة الجنين منذ مراحله الأولى من قبل الطبيب المختص وكذلك إتاحة الفرصة للأبوين رؤية جنينهم من عمر 6 أسابيع إلى 40 أسبوعا موعد الولادة والاطمئنان على خلوه من التشوهات الخلقية والطفرات الكرموزومية ومتابعة نموه.
متى تبدأ متابعة الجنين بالأشعة فوق الصوتية؟
تبدأ المتابعة منذ معرفة الأم بالحمل حيث الأسبوع السادس يتم التأكد من وجود الحمل داخل الرحم وسماع نبض القلب ومعرفة عمر الجنين إذا كان يطابق موعد الدورة الشهرية، وفحص خلو الرحم والمبايض من اي مشكلة قد تمثل خطرا على الحمل.
ما هي أهم الشهور لقيام الحامل بعمل الأشعة الصوتية؟ وما هي فائدتها في متابعة الحمل؟
في الأسبوع الـ 11 إلى 13 يتم أهم فحص في الحمل الذي يتم من خلاله قياس عمر الجنين الحقيقي، فحص جمجمة الرأس والعمود الفقري والتأكد من خلوهما من التشوهات التي قد تعيق حياة الطفل بعد الولادة، وكذلك فحص تكوين جميع الأطراف واليدين والرجلين والتأكد من صحة أجهزة الجسم.
ويتم معرفة جنس الجنين من 12 إلى 13 أسبوعا وفيه ايضا فحص القلب المبدئي، والأهم فحص بعض المؤشرات التي تصاحب خلل الكروموزومات كمتلازمة داون الذي بدأ منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي وتطور الفحص ليشمل مؤشرات أكثر، والجدير بالذكر هنا أن هذا الفحص يحتاج إلى طبيب متخصص ومؤهل ومتوافر لديه جهاز دقيق.
وفي حال شك الطبيب في وجود بعض المؤشرات يتم تخيير الأم بين إمكانية رفع نسبة دقة الفحص بأخذ عينة مباشرة من المشيمة ويتم فحص كروموزومات الجنين مباشرة مما يؤكد الإصابة من عدمه ويتم شرح جميع الاحتمالات للأم والأب قبل البدء بعمل أي فحص، أو عدم عمل الفحص، ونترك الخيار لهما.
وعند اجتياز الأم هذا الفحص يكون لها موعد مع فحص المرحلة الثانية من الحمل في 18 إلى 22 أسبوعا ويتم فيها عمل فحص الرحم ووضع المشيمة وعنق الرحم، والسائل الأمنيون وقياسات الجنين التي تحدد عمره ونموه وفحص دقيق لأعضاء الجنين بدءا من الرأس حيث يتم فحص المخ والعمود الفقري، الوجه، القلب، الرئتين وفحص البطن المعدة، الكبد، الكليتين، الأمعاء، المثانة وفحص الحبل السري والأعضاء التناسلية ويتم فحص اليدين والرجلين.
وفي حال الأطمئنان التام من قبل الطبيب واستقرار حالة الجنين والأم يتم جدولة موعد الفحص للمرحلة الثالثة من الحمل بين 28 إلى 32 أسبوعا يتم فيها عمل الفحص السابق بالإضافة إلى التركيز على نمو الجنين ومدى مطابقة القياسات ووزنه مع عمره.
وفي حال وجود تأخير يتم عمل فحص المشيمة وقياس وظيفتها من خلال تدفق الدم في الحبل السري وكمية الدم التي تتدفق لمخ الجنين إن تطلب الوضع ذلك.
وبعد الاطمئنان على صحة الجنين بشكل كامل فإن بعض الأمهات تحب رؤية الوجه بتقنية رباعي الأبعاد التي يتم فيها فحص الوجه لخلوه من بعض التشوهات كوجود الشفة الأرنبية أو شق في سقف الحلق، وهناك بعض المعلومات الخاطئة عن الفحص الرباعي الأبعاد انه فقط لرؤية الوجه بل انه من خلاله يتم التأكد من خلو الجنين من بعض التشوهات في المخ والقلب والعمود الفقري واليدين والرجلين بشكل أكثر دقة من ثنائي الأبعاد.
أما بالنسبة لفحص التوائم بالإضافة إلى ما سبق هناك ضرورة للفحص بشكل متقارب في الوقت خاصة إذا تشارك الأجنة في مشيمة واحدة وذلك لمتابعة نمو كل جنين على حدة وقياس تدفق الدم حيث تكثر نسبة حدوث اختلافات في النمو وتأخير جنين عن الآخر مما يؤدي إلى مشاكل في حال عدم المتابعة.