أصاب فيروس كورونا العالم بحالة من الخوف والقلق خشية الإصابة به، وبما أن النظافة والتعقيم هما السلاح الأكثر فعالية في مواجهته تهافتت الناس على استخدام المعقمات ومواد التنظيف بشكل قد يصل إلى حد المبالغة مما أثر عليهم جسديا ونفسيا، ولكي نتعرف على أضرار ذلك حاور الخليج الطبي الدكتورة مريم باقي استشارية الأمراض الجلدية وزميلة ماونت سياناي نيويورك في طب الجلد والصدفية والتجميل غير الجراحي بمركز نضارة للجلدية والتجميل.
– ما هي التغييرات التي طرأت على المرضى أثناء فترة كورونا؟
فترة كوفيد-19 صاحبتها تغيرات عديدة أولها في البدايات أثناء الالتزام بالتباعد الاجتماعي والمكوث في البيت لمدة طويلة، تولد لدى الاشخاص القلق والحزن ودرجات من الاضطراب والاكتئاب، سواء كانت مرضية أو نفسية طارئة بسبب الأزمة.
النقطة الثانية هي المبالغة في التعقيم والتطهير والتي وصلت إلى حد الهوس وخصوصا بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الأكزيما والصدفية ووصل الأمر إلى درجة مرضية لا يستطيع الجلد تحملها، الجلد لا يتحمل كمية التنظيف والتعقيم المبالغ فيها فبدأت الأعراض تظهر عليهم على شكل حكة وألم واحمرار وتشققات وتزيد الأعراض أكثر عند مرضى الصدفية والأكزيما.
وأضافت الدكتورة مريم أن الناس في هذا الوقت لجؤوا إلى تفريغ القلق عند طبيب الجلدية والتجميل، في محاولة لعمل إجراءات تجميلية لا يحتاجون إليها فهم داخل المنزل متبعون إرشادات السلامة بعدم الاختلاط فأصبحوا يروا وجوههم من خلال مكالمات الفيديو فيمكننا ان نقول انهم اكتشفوا عيوبا بسيطة ولكنها أصبحت واضحة لديهم، والحقيقة انهم في هذه الفترة اصبحوا اكثر اهتماما بأنفسهم فقاموا بتجربة العديد من وصفات العناية بالبشرة وكذلك الشعر، فظهرت لهم العيوب البسيطة التي كانت تغطى بالمكياج اليومي.
والجدير بالذكر هنا انه عندما نخرج من دائرة الاهتمام الصحية إلى دائرة الهوس أو الدائرة المرضية كما تسمى هنا يكمن الخطر.
فقد تأتي المريضة لإصلاح عيب غير واضح ولا يحتاج إلى إصلاح، ويمكن أن تكون في سن العشرينات ولكنها تحب أن تقلد أو تشغل نفسها بتجربة شيء جديد.
بالنسبة لي، إذا كانت المريضة لا تحتاج إلى أي إجراء للإصلاح فأرفض تماما عمل أي إجراء حتى لو كان تحت مسؤوليتها فهو في النهاية إجراء طبي وليس بالشيء البسيط، له أصوله ومضاعفاته في بعض الأوقات، فدwائما أنصح المرضى بذلك.
أما بالنسبة للنقطة الأخيرة المتعلقة بهوس التعقيم والنظافة الزائدة فنحن كأطباء نشجع على الاهتمام بالنظافة الشخصية والتعقيم الصحيح غير المضر بالجلد، فالزيادة تضر البشرة، فقد خلق الله لنا إفرازين على الجلد والبشرة هما العرق والدهون؛ للترطيب ولكي تعيش البكتيريا النافعة وتموت البكتيريا الضارة، فعند استخدامنا للمعقمات التي بالطبع تحتوي على مواد كيميائية فإنها تؤثر على الوسط الحامضي (PH) للبشرة وتزيد من نسبة الجفاف والتشققات ويكون هناك فرصة للالتهابات، فتظهر على الجلد بشكل احمرار أو حكة، قشور، أما إذا كانت الحالة متقدمة يتطور الوضع إلى التهابات بكتيرية أو فيروسية.
– ما هي نصائحك للمرضى في هذه الحالة؟
أمان وسلامة المريض قبل كل شيء، فيجب أن ننتبه للتعقيم بأن يكون بشكل معتدل مع المحافظة على النظافة الشخصية مع الأخذ في الاعتبار بالترطيب المستمر بمرطب طبي خاص لليدين، أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الجفاف فيجب استبدال غسول اليد العادي بآخر مرطب مصنع في شركة طبية خال من العطور لكي يخفف من تأثير الجفاف.