أكدت الباحثة في تخصص الإرشاد الأسري الاستاذة فائزة عبدالأمير أن في مجتمعنا الخليجي، بالإضافة إلى المجتمعات الإنسانية، ما زلنا نواجه تبعات انتشار «فيروس كورونا» وآثاره على الأجساد والنفوس، وكان من غير المستغرب أن يتحرك كل أفراد المجتمع للمشاركة في مواجهة هذا الطارئ، كلٌّ بما يستطيع وبما يتوافق مع القوانين المفروضة في المجتمع المحلي والعالمي.
وبينت أنها كاختصاصية إرشاد نفسي ومن في حكمها تراقب عن كثب التبعات النفسية لهذا الحدث على الأسر والأفراد، وننظم أفكارنا وجهودنا للمساهمة في التصدي للصعوبات النفسية التي تواجه الأسر بشكل عام، والمرأة على وجه الخصوص، هذه المشكلات التي يصعب على البعض التعامل معها في ظل هذه الظروف الضاغطة. ظهرت الحاجة الملحّة في هذه الفترة الصعبة لتفعيل خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والأسري، التي تدعم وتوفر الطمأنينة النفسية والمساندة الفاعلة، لتخفيف آثار القلق والاكتئاب، والتي عادة ما يعاني منها الأفراد في ظل هكذا ظروف.
مؤكدة أنه لم تُستثنَ المرأة في هذه الظروف الطارئة من توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لها من قبل المختصين في المجال النفسي والأسري، وبالأخص الناجية من العنف التي كانت، وما زالت تتعرض لأشكال العنف المختلفة من قبل الشريك أو أحد أفراد الأسرة، فقد أسهمت الظروف الحالية بشهادة منظمة الصحة العالمية بتزايد حالات العنف الأسري ضد النساء، خاصة مع وجود المعنف ولفترة طويلة قريبًا من المرأة في المنزل.
وأشارت إلى حتمية توافر القدر المناسب من الصحة النفسية لدى أفراد المجتمع ليكون هو صمام أمان للعبور وتخطي آثار هذه المرحلة، لكن التركيز برز هنا على أهمية المحافظة على الكيان الأسري في ظل وجود الأسر في البيوت لساعات طويلة بخلاف الوضع السابق، والملاحظ في بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي ورود الأخبار والأرقام التي تبيّن تزايد وتيرة العنف في الأسر نتيجة كثافة التواصل الأسري السلبي، واختلاف روتين الحياة اليومية، خاصة بالنسبة للأزواج والآباء العاملين.