عودة إلى عقد الثلاثينيات، ينتقل الباص الخشبي أو ما كان يطلق عليه «جنكل بست» إلى عالم الزمن الجميل، في خطوة تسويقية جديدة لمواقع الجذب السياحي داخل البحرين.
تحافظ مؤسسة العلوي للنقليات التي لا تزال تحتفظ بـ 6 حافلات على تلك الذكريات، إذ أطلقت مؤخرا رحلات اليوم الواحد الجماعية، وبدأت بنقل الركاب بين مناطق البحرين. أقدم المركبات الست تعود إلى عام 1940 وأحدثها إلى عام 1971.
يقول الموظف بمؤسسة العلوي، يونس عبدالله «احتفاظ المؤسسة بالحافلات هو محاولة لنقل أسلوب الحياة اليومية للجيل القديم إلى الجيل الحالي. يسع الباص الواحد 28-30 فردا، يتوزعون في طريقة الجلوس بشكل متقابل. تستمر الرحلة الواحدة 5 ساعات».
يتنقل الباص خلال الجولات السياحية – وفقا ليونس- إلى كافة مناطق البحرين، بما فيها المنامة والمحرق وعالي وكرباباد. ويبين «يزور سوق المحرق وسوق الحلوى ومصانع الفخار في عالي وباب البحرين وسوق المزارعين».
ويضيف «لا تقتصر الجولات على المواقع السياحية، بل يتم نقل «دزة» العروس من خلاله من منزل زوجها لمنزل والدها، حيث تحرص بعض العائلات على التمسك بالتراث المحلي عبر وضع «الدزة» في الصندوق المبيت».
ويوضح «ينقل الباص البحرينيين سواء أكانوا عائلات أو أقارب أو أصدقاء. أكثر المترددين هم من النساء. إذ يجتمعون ضمن نقطة متفق عليها ليتم نقلهن لاحقا».
ويضيف «افتتحت مؤسسة العلوي في عام 1951، واحتفظت بتلك الباصات حتى بعد خروجها من الخدمة. وأعادت تطويرها قبل عامين أو 3 أعوام». دخلت تلك الباصات للبحرين خلال الثلاثينيات. ويشير سائق الباص الخشبي، جاسم الشرصي إلى توقف استخدام تلك الحافلات في الثمانينيات.
ويتابع الشرصي «إحدى تلك الحافلات كان يمتلكها والدي الذي باعها على مؤسسة العلوي، والتي خرجت عن نطاق العمل منذ 40 عاما. استقدمت المؤسسة مجموعة من العاملين في مجال النجارة لإعادة ترميمها إلى جانب الباصات الخمسة، والتي جهز منها اثنان».
الوسيلة الوحيدة
كان الباص «البست» قبل 60 عاما يعتبر الوسيلة الوحيدة للرحلات البرية والبساتين والعيون، إذ اعتادت العائلات البحرينية التصييف خلال أشهر الصيف والانتقال لتلك الأماكن. وينقل الشرصي «استخدمت في المناسبات الاجتماعية والحفلات، إلى جانب نقل العمال والأمتعة وصيادي السمك ومعداتهم والحيوانات (البقر والغنم)، ومعدات الخبز والجنائز».
ويستذكر الشرصي «سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت قيمة التذكرة للفرد الواحد (النول)، للانتقال من مدينة المحرق إلى المنامة والعكس، يصل إلى 25 فلسا (أربعانات)، فيما عدا يوم الجمعة حيث تحتسب قيمة التذكرة (100 فلس)، إذ ينقل المصلين يومها إلى منطقة عالي لأداء فريضة الصلاة. وأضاف «كانت تطبق مخالفة لمن يتجاوز السعر».
وأرجع سبب التسمية – جنغل بست- إلى الواجهة الأمامية المكشوفة، مبينا أن الباصات التي كانت تستورد من الولايات المتحدة الأمريكية تنقل إلى ورشة نجارة في منطقة النعيم، ويتم تغطيتها بالخشب».
ويضيف جاسم «تتوقف البست خلال تلك العقود بالقرب من قهوة الباصات في سوق المنامة القديم، والتي تقع بالقرب من سينما الزياني، ودكان يوسف الكويتي الذي يعرض قطع الغيار المخصصة لتلك الحافلات، والتي مازال يحتفظ بها حتى يومنا هذا». ويتذكر أسماء سواق الباصات البحرينيين الخمسة الذين مازالوا بيننا، وهم (سيد عبدالله العلوي، عبدالكريم بوجيري، صالح بوزايد، حجي عطية، ملا قراشي).