مع إعلان تطبيق الحجر المنزلي في مختلف دول العالم بسبب تفشي كورونا، باتت الجولات الافتراضية للمواقع السياحية الأكثر جذبا ضرورة ملحة للتمرد على الحجر الصحي من خلال السفر افتراضيا إلى أجمل مناطق العالم.
التقنيات الافتراضية تفتح أفقا جديدا للتجول في المناطق السياحية والمتاحف والمواقع الأثرية من دون أن يتركوا منازلهم، إنها السياحة الافتراضية أو سياحة المنازل، لا تهم التسمية بالقدر الذي سيتمكن القابعون في بيوتهم من زيارة دول لم تسمح لهم الظروف المادية أو الوقت بزيارتها في السابق.
البحرين
في البحرين، أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار هذه الفكرة قبل سنوات في خطوة ترويجية لمختلف مواقعها السياحية عبر إعداد رؤية تنتقل بها من العمل الثقافي على أرض الواقع إلى العالم الافتراضي.
شملت الرؤية زيارات افتراضية للمواقع التاريخية والمتاحف ومراكز الزوّار والمطاعم والمكتبات، لتشمل 17 موقعا انضم للفكرة، فيما ينتظر 4 مواقع أخرى للدخول ضمن القائمة خلال الفترة المقبلة.
والمواقع التي شملها الواقع الافتراضي هي: مركز زوار مسجد الخميس ومتحف موقع قلعة البحرين وقلعة البحرين ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وبيت الشعر إبراهيم العريض وبيت بن مطر وبيت عبدالله الزايد وبيت محمد بن فارس لفن الصوت ومكتبة الأطفال وبيت الكورار ومركز المعلومات وبيت القهوة وعمارة بوزبون وبيت النوخذة ومكتبة اقرأ ونزل للضيافة ولقماتينا، مطعم للوجبات الخفيفة وقاعة محمد بن فارس للصوت الخليجي وذاكرة البيت «بيت الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة» وبيت محمد بن خلف.
فيما من المقرر أن تنضم مواقع أخرى إلى القائمة، وهي متحف البحرين الوطني ومجمع 338 وقلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح وباب البحرين. ويعد مجمع 338 الذي سينضم إلى القائمة، المقر الأكثر حداثة من حيث العمر الزمني بين كل تلك المواقع السياحية. في حين أنه يتمتع بخصائص تراثية عبر البيوت القديمة التي تقبع في منطقة العدلية، والتي تحولت لاحقا إلى مطاعم تستقبل روادها الأكثر حنينا للزمن القديم.
تتوزع تلك المواقع في مدن المحرق والمنامة والرفاع، إلى جانب قرى المحافظة الشمالية كالقلعة والخميس.
ويمكن التعرف على كافة زوايا الموقع من خلال صور بانورامية بـ 360 درجة، وتسمح تلك الخدمة بتكبير الصور للوصول إلى المقتنيات عن قرب، كما تقدم معلومات تفصيلية لبعض المواقع الأكثر أهمية، والتي تتعلق بتاريخ البحرين وحضارتها العريقة، مما يسمح بحصول المتلقي على المعلومة التاريخية بشكل أفضل.
وسيتعرف القابعون في منازلهم من كثب على الهندسة المعمارية لتلك البيوتات والقلاع، إلى جانب الغرف المتعددة التي تشتمل عليها وأساليب الحياة اليومية لمن سكنوها.
السعودية
طورت السعودية في نهاية عام 2011 تطبيقا يسمى المستكشف السياحي يستعرض المواقع والخدمات السياحية باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية باللغتين العربية والإنجليزية، ويهدف إلى توفير المعلومات عن المواقع السياحية المهمة بالمملكة مع توفير خرائط وجولات افتراضية.
وتحتاج السعودية بعد أن فتحت أبوابها للسياح من مختلف دول العالم إلى توفير جولات افتراضية لمواقعها السياحية الكثيرة، حتى يتسنى لعشاق السفر زيارتها افتراضيا إلى أن تحين الفرصة للزيارة الميدانية، فمتعة المشاهدة عبر الإنترنت لا تشفي عشاق السفر من الزيارة الميدانية.
الأردن
تمكن ثلاثة شباب أردنيين من تأسيس موقع جولات افتراضية لزيارة أبرز المواقع الأثرية والتاريخية والحضارية في الأردن عبر صور وفيديوهات بالأبعاد الثلاثية وبتقنيات تصويرية متقدمة.
يتجول الموقع بزواره في العاصمة عمان وأهم معالمها التاريخية والحضارية كالمدرج الروماني والمتحفين المرفقين به، وهما متحف الأزياء والحلي، ومتحف الحياة الشعبية، ثم مسرح الأوديون وجبل القلعة ومسجد أبودرويش والمسجد الحسيني بوسط البلد، إضافة إلى متحف «شوف عمان» في مبنى أمانة عمان الكبرى، وموقع أهل الكهف بمنطقة أبوعلندا، وشوارع عمان الحديثة وأسواقها ومجمعاتها التجارية الكبرى.
وينتقل الموقع بزواره إلى مدينة جرش بآثارها المختلفة، وعجلون بقلعتها التاريخية ومواقعها الطبيعية، وأم قيس وإربد والسلط ومادبا، وفي الجنوب يتيح الموقع للزائر التعرف بالتفصيل على كافة مواقع ومعالم مدينة البتراء التاريخية كالدير والخزنة والسيق وقصر البنت والمحكة وغيرها، فالبتراء التي تعد من مواقع التراث العالمي تواكب العصر، بفضل سلسلة من الكاميرات التي تقدم بثا مباشرا للموقع المذهل مع إطلالات ساحرة على الجبال المحيطة. ويتجول الموقع أيضا في العقبة ووادي رم ووادي الموجب وغيرها من المواقع.
لبنان
في لبنان توصل الشاب عباس صيداوي منذ سنتين إلى إطلاق مشروع عن السياحة الافتراضية في بلاده، معتمدا تقنية الواقع الافتراضي، تم تطبيقها على معلمين سياحيين في لبنان.
المعلم الأول هو صخرة الروشة، حيث تأخذ السائح النظارات في رحلة فوق صخرة الروشة مصحوبا بصوت البحر، ويمكنه أن يتابع الرحلة إلى داخل الصخرة وكأنه في سفينة داخل البحر، والحقيقة أنه في منزله خلف جهاز الكمبيوتر.
المعلم الثاني، هو قلعة جبيل الأثرية، حيث تأخذ المتابع التقنية في رحلة داخل القلعة مع إرشادات سياحية وشرح تاريخي عن القلعة ومكوناتها، واستطاع الشاب أن يظهر القلعة من الداخل قبل تعرضها للدمار الجزئي عبر الزمن، وذلك عبر تصورات وتخيلات معمارية وتوقعات شبه دقيقة للتغيرات التي تعرضت لها.
واستطاع الصيداوي وضع أهم التماثيل في المتحف الوطني، ووضع تفاصيل ومعلومات عن كل تمثال في صالة مستخدمي تقنية الواقع المعزز.