يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم بتاريخ 11 فبراير من كل عام، ويأتي موضوع هذا العام للاحتفاء بجهود العالمات في التصدي لجائحة (كوفيد19). فما هو تاريخ هذا اليوم، وما الهدف منه؟ يرجع تاريخ الاحتفال بهذا اليوم إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها المنعقد في ديسمبر 2015 وذلك إدراكًا من المجتمع الدولي بأهمية الدور الذي تلعبه المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا المختلفة. ويأتي ذلك لتمكين المرأة في التخصصات العلمية وتعزيز وجودها في القطاعات ذات الصلة، وذلك بالتزامن مع إقرار أهداف التنمية المستدامة.
يشير أحد تقارير اليونيسكو إلى أن متوسط نسبة الباحثات في التخصصات العلمية والتكنولوجيا على مستوى العالم لا يتجاوز 30%، ويتباين ذلك بشكل واضح ما بين الأقاليم المختلفة. ففي الحين الذي تبلغ فيه نسبة الباحثات في العلوم في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي نحو 45%، نجدها لا تكاد تتجاوز 18% في منطقة جنوب وغرب آسيا. أما الدول العربية، فبحسب هذا التقرير، فإن نسبة الباحثات في المجالات العلمية تبلغ 41.5%، وهذا ما يفوق المتوسط العالمي.
لعل هذه النتيجة ليست بمستغربة، فقد حض الإسلام على طلب العلم ولم يفرق في ذلك بين المرأة والرجل. كما وأن المجتمعات العربية قد خطت خطوات واسعة في هذا الميدان، ولم يعد سبر المرأة لأغوار تخصص معين بمستهجن في دولنا، لاسيما وأن الحكومات قد كفلت ذلك في الأطر التشريعية الداعمة والمساندة لدراسة المرأة وعملها.
ولعل جامعة الخليج العربي خير مثال على دعم وتشجيع المرأة على مواصلة دراستها وتبوأها المناصب القيادية، وذلك ثقة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإدارة الجامعة بقدرات المرأة وإمكاناتها. حيث أن غالبية المبتعثات لمواصلة الدراسات العليا هن من النساء، كما وتقلدت المرأة مناصب مختلفة بالجامعة بدءًا من كونها رئيسة قسم ونائبة عميد ووصولًا إلى رئاسة الجامعة. ولعل رئيس الجامعة سعادة الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي خير داعم ومساند للمرأة سواء كانت طالبة، إدارية، أو أكاديمية. ومن هنا يتبين أنه لا يكفي تشجيع الفتيات على دراسة تخصصات معينة فحسب، وإنما يستلزم الأمر تشجيعهن عن طريق تمكين القدوات وذلك في مختلف التخصصات وفي مختلف مواقع العمل.
وفي ختام هذا المقال، فإني أود التنويه إلى أني لا أثني على وجود المرأة في تخصصات العلوم والتكنولوجيا وحدها فحسب، رغم أن ذلك هو الهدف من الاحتفال بهذا اليوم، وإنما أثني على العلم الذي يطلبه الرجال والنساء معًا ودون استثناء، بصرف النظر عن التخصص سواء كان في العلوم الاجتماعية، أو الإدارية، أو العلوم البحتة والتطبيقية والهندسة والتكنولوجيا. فطلب العلم والإصرار على ذلك، أيًا ما كان التخصص، من وجهة نظري، هو إنجاز وتشريف يستحق الاحتفاء به. فيومًا مباركًا للمرأة وللرجل في جميع التخصصات، وكل من يطلب العلم ويسعى إليه.