عُثر يوم الاثنين على جثة الباكستانية كريمة بلوش، طالبة اللجوء السياسي في كندا، قرب سنترال آيلند في تورونتو .
وكانت شرطة تورنتو قد أصدرت بيانا، يوم الأحد، حول اختفاء كريمة بلوش التي كانت ترأس منظمة طلابية.
وفي ساعات الفجر الأولى يوم الاثنين، أكدت الشرطة العثور على جثتها بعد التعرف على هويتها، قائلة إنها “لا تعتقد بوجود ظروف مثيرة للريبة” تتعلق بمقتلها.
ودعت منظمات حقوقية إلى إجراء تحقيق في وفاة الناشطة الباكستانية كريمة بلوش التي كانت تعيش في المنفى في مدينة تورونتو الكندية.
وكانت بلوش، البالغة من العمر 37 عاما، ناشطة من منطقة بلوشستان المضطربة غربي باكستان، ومن أشد المنتقدين للجيش والدولة.
أخت كريمة التي قالت إن خبر وفاة كريمة تسبب بصدمة كبيرة لعائلتها ولأصدقائها وللمناضلين من أجل حقوق الإنسان في منطقة بلوشستان غربي البلاد.
عام 2005، كانت إحدى الفتيات تقف في طليعة مظاهرة تطالب بالكشف عن مصير المفقودين. وكان المشاركون في تلك المظاهرة وحدهم من يعرف كريمة بلوش، التي كانت تحتضن صورة لواحد من أعز أقاربها، غوهرام، الذي كان من بين عداد المفقودين.
تنتمي كريمة لعائلة من كيتج، جنوب غرب بلوشستان، ورغم أن والديها لا يعدان ناشطيَن سياسييَن، إلا أن اثنين من أعمامها شاركا في حركة الحقوق السياسية في الإقليم.
وخلال السنوات السابقة، كان “يختفي” عدد من أقاربها ثم يعثر عليهم مقتولين، والآن واجهت كريمة المصير ذاته.
تقول أختها لبي بي سي “لا نزال حتى الآن نحاول أن نستوعب ما جرى”.
بعد مظاهرة 2005، أخذت كريمة بالتدرج في صفوف المنظمة الطلابية. وبعد الاختفاء القسري لنائب رئيس المنظمة، زاكر مجيد، اختيرت كريمة عام 2008 نائبة للرئيس.
عام 2013، منعت باكستان منظمة الطلاب بعد اتهامها بتلقي تمويل خارجي لزعزعة استقرار باكستان. ورغم المنع، سافرت كريمة شرقا وغربا لتنشر رسالة منظمة الطلاب.
بعدها، وإثر الاختفاء القسري لأحد أعضاء المنظمة، زاهد بلوش، اختيرت كريمة رئيسة للمنظمة الطلابية. وكانت تلك أول مرة في تاريخ المنظمة، التي تأسست قبل نحو 70 عاما – تختار فيها امرأة للرئاسة.
قررت لجنة الطلاب عام 2015 أنه سيكون من الأفضل لكريمة أن تنتقل للعيش في الخارج بسبب تزايد صعوبة أن تقوم بمهامها علنا.
تابعت كريمة عملها وانتقلت في النهاية إلى كندا طالبة اللجوء، ودرست الاقتصاد في جامعة تورنتو.
ومرت بفترة صعبة في إدارة المنظمة؛ إذ أن كثيرا من أعضائها كانوا قد اختفوا أو اعتقلوا أو عثر عليهم ميتين.
وقال لطيف جوهر، وهو عضو سابق في منظمة الطلاب ورفيق سياسي وصديق لكريمة، إن كريمة كانت قد قالت إنها خارجة للمشي بعد ظهيرة يوم الأحد. وعندما لم يعثر على أثر لها مساء الأحد، اتصلت العائلة بالشرطة.
وجدت الشرطة تذكرة باسمها لركوب ترام أو سيارة، وتبين أن آخر مكان كانت فيه هو جزيرة سينترال في تورنتو. وعثر على جثتها في ذلك المكان.
تنتمي كريمة لمقاطعة غنية بالموارد الطبيعية، لكنها منطقة مضطربة تسمى بلوشستان. ومنذ نحو عقد من الزمن يشهد الإقليم محاولات للاستقلال عن باكستان.
وتُتهم القوات المسلحة في باكستان بقمع الاحتجاجات بالقوة – الأمر الذي تنكره هذه القوات.
وأثارت وفاة كريمة ضجة في الأوساط السياسية والدوائر الوطنية في بلوشستان، نظرا لأنها كانت الرئيسة السابقة للمنظمة الطلابية في إقليم بلوشستان، وناشطة تتحدث بجرأة وتطالب بالاستقلال عن باكستان.